مقالات

الدكروري يكتب عن مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام

الدكروري يكتب عن مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام
بقلم / محمـــد الدكـــروري 
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين والذي كان من بينهم الإمام البزي هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة، واسم أبي بزة هو بشار فارس من أهل همذان وأسلم على يد السائب بن أبي السائب المخزومي والبزة
FB IMG 1685440992973
الشدة ومعنى أبو بزة أبو شدة، ويكنى أبو الحسن ويلقب بالبزي وهو أكبر من روى قراءة ابن كثير، واليه انتهت مشيخة الإقراء بمكة، وكان مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام وإمامه أربعين سنة، ولد سنة مائة وسبعون من الهجرة، وهو أحد راويي الإمام ابن كثير المكي، والرواي الثاني هو قنبل، وقرأ على أبيه، وعبد الله بن زياد، وعكرمة بن سليمان، ووهب بن واضح، ومن تلاميذه إسحاق بن محمد الخزاعي، والحسن بن الحباب، وأحمد ابن فرح. 
وأبو ربيعة محمد بن إسحاق، ومحمد بن هارون، وموسى بن هارون، ومضر بن محمد الضبي وأبو علي الحداد، وغيرهم، والإمام البزي هو الذي روى حديث التكبير مرفوعا من آخر الضحى، وقال البزي سمعت عكرمة بن سليمان يقول قرأت على إسماعيل بن عبد الله ابن قسطنطين، فلما بلغت والضحى قال كبّر عند خاتمة كل سورة، فإني قرأت على عبد الله بن كثير فلما بلغت والضحى قال كبّر حتى تختم، وأخبره ابن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك، وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك، وأخبره أبي أن النبي صلي الله عليه وسلم أمره بذلك، قال الحاكم هذا صحيح الإسناد ولم يخرجه البخاري ولا مسلم، وعن موسى بن هارون أنه قال.
قال لي البزّي حدّثت محمد بن إدريس الشافعي فقال لي إن تركت التكبير فقد تركت سنّة من سنن نبيك صلي الله عليه وسلم وقد ساقه الحافظ أبو العلاء الهمداني عن البزّي، قال دخلت على إبراهيم بن محمد الشافعي وكنت قد وقفت عن هذا الحديث فقال لي لئن تركته لتتركن سنة نبيك، ويعد البزي أستاذ ضابط محقق في قراءات القران الكريم , روى القراءة عن عكرمة بن سليمان عن إسماعيل بن عبد الله القسط وعن شبل ابن عباد عن ابن كثير, ولم ينفرد البزي برواية قراءة ابن كثير بل رواها عنه الكثير لكنه كان أشهرهم وأميزهم وأعدلهم وقرأ عليه كثيرون، منهم الحسن بن الحباب وأبو ربيعة وأحمد بن فرح وقنبل وهو الراوي الثاني لقراءة ابن كثير، ولقراءة البزي عن ابن كثير بعض الخصائص والمميزات. 
تفرقها عن بقيت القراءات ومنها أنه يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة كا قالون، ويضم ميم الجمع ويصلهما بواو إن كان بعدها متحرك بلا خلف عنه، ويقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل قولا واحدا، ويسهل الهمزة الثانية من الهمزتين من كلمة من غير إدخال ألف بينهما، ويختلف راوياه في الهمزتين من كلمتين إذا كانتا متفقتي الحركة، فالبزي يقرأ كقالون، وقنبل يقرأ بتسهيل الثانية أو إبدالها حرف مد كورش, وأما مختلفتي الحركة فابن كثير من روايتيه يغير الثانية منهما كما يغيرها قالون وورش، ويصل هاء الضمير بواو إن كانت مضمومة وقبلها حرف ساكن وبعدها حرف متحرك، ويصلها بياء إن كانت مكسورة وقبلها ساكن وبعدها متحرك نحو.
ويفتح ياءات الإضافة إذا كان بعدها همزة قطع مفتوحة أو همزة وصل مقرونة بلام التعريف أو مجردة منها على تفصيل يعلم من المؤلفات في كتب القراءات، ويقف على التاءات المرسومة في المصاحف تاء مفتوحة بالهاء، ويثبت بعض الياءات الزائدة وصلا ووقفا موجودة في كتب القراءات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock