دين ودنيا

الدكروري يكتب عن أحب أرض الله إلى الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد أمر الله تعالى نبيّه المصطفي صلي الله عليه وسلم بالدعوة إلى توحيده وعبادته وحده عز وجل، ونزل جبريل عليه السلام بالوحي على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء، ووقفت السيدة خديجة رضي الله عنها إلى جانب زوجها وطمأنته، وقال له ورقة بن نوفل أنه هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعد نبي الله موسى عليه السلام، ولم تستقر أحوال الدعوة في مكة بسبب انتشار عبادة الأصنام والإشراك بالله لذلك كان من الصعب الدعوة إلى توحيد الله فيها بشكل مباشر في بداية الأمر، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الإسرار بالدعوة، وبدأ بدعوة أهل بيته ومن رأى فيه الصدق والرغبة بمعرفة الحق، فكانت زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها ومولاه زيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق أول من آمن بدعوته،

ثم ساند أبو بكر الصديق رضي الله عنه، رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته فأسلم على يديه، عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، ثم انتشر الإسلام في مكة شيئا فشيئا إلى أن جهر بالدعوة بعد ثلاث سنوات من الإسرار بها، وإن المسلم مأمور بأدب النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم في كل حال وفي كل مجال، فالمتأمل في حاله صلي الله عليه وسلم يجده يتأدب مع الخالق عز وجل، ومع الأنبياء ومع الدين ومع الوالدين ومع الجار ومع الضعفاء والمساكين والأيتام، ومع الغني والفقير ومع الرئيس والمرؤوس وحتى مع الحيوان، بل إن تلك الشجرة التي تقوم في حميل السيول نجد للمسلم معها أدبا، وتلك الذبابة التي تقع في الإناء نجد للمسلم فيه أدبا، وهذا إن دل على شيء .

فإنما يدل على كمال هذا الدين، وقوة اتباع هذا المسلم لهذا المنهج الرباني، ولقد حدث في صبيحة اليوم الثاني من أيام الفتح وهو فتح مكه، قام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، خاطبا في الناس مبيِّنا لهم فضل هذا البلد الأمين “إن الله حرم هذا البلد يوم خلق السموات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، ولم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يُعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا تلتقط لقطته، ولا يُختلى خلاه” وفي لفظ قال صلى الله عليه وسلم “وإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا ” إن الله أحلها لنبيه ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها كما كانت” وهكذا الإسلام يُعظم أمن هذا البيت، ويوجب على المسلم احترام أمنه، ويخبرنا ربنا تعالى أن من هم في هذا البيت بمعصية فإن الله يُعاجله بالعقوبة بمجرد همّه وإن لم يفعل.

فمجرّد إرادة الإلحاد فيه بالظلم والعدوان فيه، فإن الله يذيقه العذاب الأليم، وكان ذلك لأنه أخل بأمن هذا البلد الأمين، وقد جعل الله تعالى أمن هذا البلد وقصده بالحج والعمرة سببا لقيام الناس وأمنهم من العذاب العظيم، ومن خصائصه أنه خير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، وكان لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة من مكة إلى المدينة، وقف قليلا عند الحزورة وقال صلى الله عليه وسلم ” والله، إنك لخير أرض الله، وإنك أحبّ أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجتُ منك ما خرجت” وفي لفظ قال: “ما أطيبك وما أحبك إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما سكنت بلدا غيرك، ومن خصائص هذا البلد الأمين أن الصلاة فيه مضاعفة بمائة ألف صلاة فيما سواه، حيث يقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام خير من صلاة في مسجدى بمائة مرة ” وهذا هو بيت الله الحرام وهو البلد الأمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock