مقالات

الدكروري يكتب عن أمور تورث الفقر للإنسان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

روي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يُري عينه ما لم ترى، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل” رواه البخاري، وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من حدّث عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين” رواه ابن ماجه، ورُوى عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال هناك بعض الأمور التي تورث الفقر للإنسان، ومنها الغناء, وخيانة المسلمين, والتظاهر بالفقر، وهو ليس كذلك, والفحش في القول, والإصرار على المعصية, والنوم بين المغرب والعشاء, وقبل طلوع الشمس, وأكل المال الحرام، والسؤال من الناس مع عدم الحاجة. 

واحتكار الطعام, وعقوق الوالدين, وتمشيط الشعر في حال الوقوف، والقيام من الفراش لأجل البول عُريانا, وكنس الدار ليلا, والاستخفاف بالصلاة, وإبقاء بيوت العنكبوت في الدار, وإحراق قشور الثوم والبصل, والأكل على الجنابة, وبيتوتة أواني البيت من دون غسلها, ولعن الأولاد, والكذب” وقيل أن الدرجة لهذا الحديث أنه ليس بحديث، وقيل أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أراد أن يراني في المنام، فليصلى ركعتين من ليلة الجمعة يقرأ بفاتحة الكتاب, وآية الكرسي, والإخلاص خمسة عشر مرة” وقيل أن الدرجة لهذا الحديث انه كذب، وإن الكذب من رذائل الصفات وقبائح الأخلاق، وقد حرمه الله عز وجل في كتابه الكريم، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. 

وهو من أقصر الطرق إلى النار، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا” رواه البخارى، وقال المناوي فى قوله ” وإياكم والكذب” أى اجتنبوه واحذروا الوقوع فيه، فإنه مع الفجور، أي الخروج عن الطاعة، وهما في النار يدخلان نار جهم” وإن الكذب هو إخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه، فقال النووي في كتابه الأذكار، واعلم أن مذهب أهل السنة أن الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو.

سواء تعمدت ذلك أم جهلته، لكن لا يأثم في الجهل، وإنما يأثم في العمد، وقيل أيضا “عندما يُنطق بالأذان، فلا تحركوا ألسنتكم إلا بالدعاء، لأن من يتحدث لحظة الأذان، فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي المؤذن” وقيل أن الدرجة لهذا الحديث أنه ليس بحديث، ولا أصل له، فأن الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل البشر في جميع أحواله، فما تركه من القول والفعل فتركه أولى من فعله، وما فعله ففعله أكمل من تركه، فإذا كذب الرجل عليه متعمدا أو أخبر عنه بما لم يكن، فذلك الذي أخبر به عنه نقص بالنسبة إليه، إذ لو كان كمالا لوجد منه، ومن انتقص الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كفر، ويُبين ذلك أن الكذب عليه صلى الله عليه وسلم بمنزلة التكذيب له، ولهذا جمع الله بينهما بقوله تعالى. 

“ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه” بل ربما كان الكاذب عليه أعظم إثما من المكذب له ، ولهذا بدأ الله تعالى به، كما أن الصادق عليه أعظم درجة من المصدق بخبره، فإذا كان الكاذب مثل المكذب أو أعظم، والكاذب على الله كالمكذب له، فالكاذب على الرسول كالمكذب له، ويُوضح ذلك أن تكذيبه نوع من الكذب، فإن مضمون تكذيبه الإخبار عن خبره أنه ليس بصدق، وذلك إبطال لدين الله تعالى، ولا فرق بين تكذيبه في خبر واحد أو في جميع الأخبار، وإنما صار كافرا لما تضمنه من إبطال رسالة الله ودينه، والكاذب عليه يُدخل في دينه ما ليس منه عمدا، ويزعم أنه يجب على الأمة التصديق بهذا الخبر وامتثال هذا الأمر، لأنه دين الله، مع العلم بأنه ليس لله بدين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock