مقالات

الدكروري يكتب عن السابقون من بين عمال الآخرة

الدكروري يكتب عن السابقون من بين عمال الآخرة

الدكروري يكتب عن السابقون من بين عمال الآخرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الذاكرين الله كثيرا هم السابقون من بين عمال الآخرة، وأن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، ومن صدقه الله تعالى رجي له أن يحشر مع الصادقين، وأن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء، وأن الذكر سد بين العبد وبين جهنم، وأن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق، وأن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب،

inbound3903366100324153721

وأن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها، وأن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق، وأن للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة، وأن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيرا لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة، واعلم علم اليقين أنك في مأمنين، وفي بحبوحتين، وفي سلامتين. 

مأمن طاعة الله، ومأمن الاستغفار، ولو زلت القدم، ولو انحرفت المسيرة، ولو تاه الإنسان، فعليه أن يستغفر، فإذا استقام فهو في بحبوحة السلامة، وإذا زلت قدمه فهو في بحبوحة الاستغفار، فإن أذنب ولم يعبأ ولم يستغفر فلينتظر تأديب الله عز وجل، فإن ذكر الله ينقذ الإنسان من وساوس الشيطان، فالشيء الذي ينبغي أن يفعله الإنسان في أكثر أوقاته هو ذكر الله تعالى، فيقول عليه الصلاة والسلام “آمركم أن تذكروا الله تعالى” رواه الترمذى، فالعبد لا ينقذ نفسه من الشيطان إلا بذكر الله، فلو لم يكن بالذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقا بالعبد ألا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى، فإنه لا يحرز أي لا ينقذ نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، بالذكر تحصن من الشيطان، وبالغفلة يخترق الشيطان الإنسان.

وإذا ذكر العبد ربه يخنس الشيطان، يخنس عدو الله، يتصاغر وينقمع، لهذا سمي الوسواس الخناس، ومعنى خناس أنه لمجرد أن تذكر الله عز وجل يخنس، ويتراجع، وينمحق، فيقول ابن عباس رحمه الله تعالى ورضي عنه” الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله تعالى خنس” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم “ما عمل أدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل” رواه احمد، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام ” ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة” رواه مسلم، ولو أنك ذكرت الله عز وجل وهذه كلمة واسعة جدا فإذا شرحت لهم آية فهذا من ذكر الله، وإن شرحت حديثا صحيحا شريفا فهذا من ذكر الله. 

إن رويت قصة صحابي جليل فهذا من ذكر الله، وإن بينت حكما فقهيا فهذا من ذكر الله، وإن شرحت آية كونية فهذا من ذكر الله، فإن أي موضوع يقربك إلى الله عز وجل فهذا من ذكر الله، فما من قوم يجلسون مجلسا لا يذكرون الله فيه، إلا قاموا عن أنتن من جيفة حمار، فالدنيا تفرق وذكر الله يجمع، والدنيا توحش، وقد لا تجد خبرا سارا، وقد لا تجد خبرا مريحا، المسلمون في محنة اليوم، فإذا ذكرت الله عز وجل شحذت الهمة، وقوي العزم، وانعقد الأمل بالله عز وجل، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم” رواه الترمذي، ولابد من وقفة قليلة عند ” يصلوا على نبيهم” فإنهم لم يذكروا فضل هذا النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا سنة هذا النبي صلى الله عليه وسلم. 

ولم يذكروا أفعال هذا النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا شمائل هذا النبي صلى الله عليه وسلم، أم لم يعرفوا رسولهم صلى الله عليه وسلم، فهو القائل ” ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم” رواه الترمذي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock