مقالات

الإبداع من الخداع

 

بقلم د. صالح وهبة 

قد تستغرب من العنوان من أول وهلة ولكن لو تمعنت وركزت جيدا ستجده يحمل بين ثناياه معان في غاية الأهمية، فمن خلال الخداع والتمثيل نستطيع صنع المعجزات وهذا ما سيتناوله مقالي هذا .

 التمثيل على الأبناء وخاصة بالإيحاءات والخداع النفسي يغير سلوكياتهم للأفضل ويحولهم من مشاكسين وغير مهتمين إلى عباقرة ( أحيانا)ً لأن هذا يقتل فيهم روح الإحباط وينمي فيهم العزيمة وقوة الإرادة ويفجر طاقتهم الكامنة وامكانياتهم الداخلية التي وهبها الله لهم ولكل إنسان .

فقد ثبت علميا .. إن الإنسان يحقق ما يعتقده عن نفسه بالتحفيز والتشجيع، وإن صورته الذاتية عن نفسه هي التي تتحكم في كل حياته(حتى لو بدأ تكوين هذه الصورة بخداع من احد قام بتشجيعه وأعطاه أكثر من حقه .. وهو في الأصل ليس جديرا بذلك)

والسؤال

من منكم خدع طلابه أو أبناءه أو إخوته بأنهم قادرون على تحقيق ما يبغونه..؟

من منكم خدع زميل له على أنه كاتب صحفي كبير أو اعلامي متميز ؟.

صدقوني إن هذه الكلمات حتى لو كانت مجاملة أو في غير موقعها ، تصنع المعجزات.

اجعلوهم يصدقوا الأمر من قلوبهم ويغيروا من صورهم الذاتية عن أنفسهم ويتحاشوا النمطية الرتيبة ويبدأون العمل بهذه الروحانيات.. أكيد سترون العجب وسيتغير الوضع تماما ١٨٠ درجة للأفضل

أحكي لكم قصة واقعية حدثت بالفعل وأسفرت عن اكتشاف هائل .. أرويها لكم :

في إحدى المدارس الأمريكية ..فصل في منتهى البلطجة والشغب وكان طلابه مختلفي اللون والأصل والعرق والجنس ولعجز المدرسة عن ضبطهم، جمعتهم في فصل واحد واختارت لهم أشد المدرسين ولكن دون جدوى .

ولحسن الحظ سمع أحد الباحثين في علم النفس عن هذا الفصل المشاغب فتوجه إلى المدرسة واقترح على إدارة المدرسة إجراء اختبارات علمية عليهم لعل وعسى تسفر عن إيجاد حل لهؤلاء الطلاب .. وافقت المدرسة فورا وعندما سألت المدرسة الباحث عن الغرض من الاختبارات .. قال لهم يريد إجراء تمثيلية كبيرة ومحكمة لنخدعهم من خلالها وكانت الخطة كالتالي:

يتم نشر إعلان في المدرسة أن لجنة كبيرة قادمة من إدارة المدارس ستأتي لإجراء تقييم لكل الفصول،( بكل حيادية) لتحديد من الفصل الأكثر عبقرية ؟ وستعطي جوائز للفصل الفائز وأحدث هذا الكلام ضجة كبيرة في المدرسة.

وفي اليوم الموعود حضرت هذه اللجنة بكل هيلمانها وأجرت اختبار من خلال أسئلة غريبة لكل الفصول .

غابت اللجنة عدة أيام عن المدرسة ثم حضرت بعد تحضير احتفالا كبيرا لإعلان اسم الفصل الفائز .

وهنا حصلت المفاجأة المذهلة حيث أعلن أن فصل المشاغبين هو الفائز وأنهم حصلوا على أعلى الدرجات(والحقيقة هم ليسوا كذلك) واكتملت الخدعة الكبيرة بتعليق صورهم في ردهات المدرسة وأخذوا الجائزة واصبحوا حديث الكل وقيل لهم أنهم في خلال سنة سيشاركون في مسابقة عالمية.

وفعلا بعد كل هذا الإيحاء والخداع النفسي المتقن صدقوا الطلاب أنهم عباقرة وتغيرت كل تصرفاتهم .. وتأتي المفاجأة المذهلة أنه بعد عام واحد حصل هذا الفصل على أعلى الدرجات في المسابقة العالمية (صدقا وحقيقة) ونجحت التجربة بشكل مذهل .

رسالتي 

لو لم تجد من يخدعك ..بادر بخداع نفسك وقل لها : *انت قادرة على ما تريدينه ..قادرة على عمل المستحيل بالإيمان بالله وقوة الإرادة .

انطلقوا وخذوا بأقل الأسباب المتوفرة من حولكم وغردوا خارج السرب .. سترون بإذن الله كل شىء قد تغير لأن ربا كريما يرزق ٧ مليار نسمة قادرا أن يمنحكم ماتتمنونه .

.

  .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock