مقالات

قصة من التراث العربي وصية عجوز كبيرة في السن لولدها ألا تصاحب شخص ذو نيتين

إعداد//محمد واكد

يُحكى أنَّ شاباً بدوياً كان يعيش مع والدته وكانت دائما توصيه امه بأن لا يصاحب ( شخص ذو نيتين )
فقال لها : كيف لي أن أعرف أن له نيتين يا أمي قالت هو سيخبرك بأن له نيتين من تلقاء نفسه وبلسانه وبعد فترة ماتت أمه فحزن عليها كثيراً وبقي في البيت وحيداً وبعدها فكر بأن يبيع البيت ويرحل فاشترى بعيرا وسلاحاً وأخذ باقي المال وسافر وفي الطريق التقى برجل مصاب مكسور الساق يكاد يموت من العطش فنزل من على ظهر البعير واسقاه الماء وفك عمامته وربط ساق الرجل وحمله على البعير وسارا وأثناء سيرهم في الطريق اخذا يتبادلان اطراف الحديث فسأل الشاب ما الذي اصابك وكيف اتيت إلى هنا فقال الرجل كنا في غزوة وأنهزمنا وأصبت في ساقي وهرب عني اصدقائي فأخذ الرجل المكسور يسأل الشاب عن حاله فأخبره وقال أمي كانت دائما توصيني ألا أصاحب من له نيتان
فقال الرجل: أنا ذو النيتين ، فضحك الشاب وسارا معاً ووصلوا إلى بئر في الصحراء
قال الرجل المكسور دعني انزل وأجلب الماء
فقال الشاب : لا يا رجل أنت مريض ومكسور الساق أنا سأنزل فقط اربط الحبل في عنق البعير وأنزلني في البئر لملأ القربه وفي الثانيه لسقي البعير فلما وصل ركوة البئر (الركوة صخرة بأسفل البئر بجانب الماء)
قطع الحبل “ذو النيتين” وسقط الشاب في قعر البئر فنادى الشاب يافلان الحبل رد الرجل انا اخبرتك من البداية ان لي نيتين فقال الشاب خذ البعير والسلاح والمال لك واخرجني من البئر قال الرجل لتقتلني قال لك الله وامانة ألا اقتلك قال لا ومشى ذو نيتين تارك الشاب بالبئر وهو يتذكر مقولة أُُمه أن لا يصاحب او يعاشر ذو نيتين فلما حل الظلام وانتصف الليل فإذا بطيور تحط على طرف البئر تتحدث مع بعضها فإذا هذين الغرابين الا من الجن!
فقال الغراب الاول يافلان هل تعرف ابنةالشيخ فلان قال الغراب الثاني نعم قال أتذكر تلك البنت الجميلة التي تقدم لخطبتها الكثير من خيرة الرجال ورفضتهم قال نعم اذكره قال عملت لها سحر عظيم فأصبحت كالمجنونه
تقطع ثيابها وتصيح ولم يتقدم لخطبتها احد حتى اليوم وفك هذا السحر بسيط جداًقال كيف قال يقرأون الفاتحه سبع مرات في ماء ويسقونها البنت فتشفى باذن الله
قال الغراب الثاني انت لم تصنع شيءياصديقي هل تذكر مدينة الشيخ حارب المشهورة بالخضرة والمزارع والماء؟قال نعم
قال صنعت لها سحر عظيم فجف ماء الابار وهي الآن خاوية على عروشها لا يسكنها احد
قال كيف؟قال سددت الماء بمجمع العيون في البئر الذي يقع تحت الجبل وهو مجمع العيون فأصبح جافا من عملي وفك السحر بسيط جدا
فقال كيف؟قال يقرأون خواتيم سورة البقرة والمعوذات في ماء ويصبونه على منبع الماء فينفك السحر ويتدفق الماء ويعود مرة ثانية
وكان الشاب في اسفل البئر يسمع كلام الجن وهي اشارة على ان الجن لا يرون بالظلام ولا يعلمون الغيب طلع الصباح فطارت الطيور فمرت قافلة بالبئر
فأنزلوا دلو بالبئر فأخذ الشاب الدلو فقطعه قالوا ربما جيلان البئر قطعت الحبل فأنزلوا الدلو الثاني فقطعه والثالث فقطعه
قال كبير القافله والله ان البئر فيها بلاء من ينزل فتشجع اشجعهم قال انا انزل فلما وصل ركوة البئر فإذا بالشاب ينادي فقال من نزل إلى البئر بسم الله أأنت من جن ام انس فقال يا اخي انا انسي وقصتىي كذا وكذا فقال لماذا قطعت الدلو ؟قال الشاب لو تعلقت بالدلو ورأيتموني لخفتم مني وتركتم الحبل وهربتم فسقطت فمت وانا امتح لكم الماء ( أمتح أي يخرج الماء بواسطه الدلو من البئر ) فخرج الرجل وقال لهم قصته قالوا والآن إلى أين انت ذاهب ؟ قال إلى مدينة البنت المسحورة ومدينة الشيخ حارب فقالوا نحن في طريقنا إليها فلما وصلو كان من يستقبل الضيوف هو شيخ القبيلة فلما جلسوا عنده واكرمهم سمع الشاب صياح بالبيت قال يا شيخ ما الامر؟
قال هذي إبنتي مريضه اصابها بلاء منذ 4 سنوات ولم اجد حكيم ولا طبيب الا واتيتها به ولكن دون فائدة قال ما مكافئة من يجعل إبنتك تتشافى؟ قال لك ماتريد فقال الشاب أتزوجني إبنتك وتعطيني مالا فقال ابشر لك ما تريد ولكن هل تقدر؟قال هاتو لي ماء وكانت البنت تصرخ وتمزق ثيابها فقرأ به ورش عليها واسقاها ففاقت واخذت تتستر ودخلت عند النساء فشفيت بإذن الله فقال أبوها أطلب فقال مالا وتزوجني اياها
فقال ولك مني بيت بجواري ايضاً قال لا
اريد طريق المدينة التي جف ماؤها قال الشيخ حارب ماذا تريد من بلد ميت ليس فيه ماء ؟
قال لي حاجه هناك خ المهم تجهز واخذ زوجته معه ورحل فلما وصل المدينة فإذا ليس فيها إلا 3 بيوتا مسكونه والبقية هجرها أهلها بسبب الجفاف لأنهم يأتون بالماء من مسافات بعيدة فذهب إلى بيت الشيخ في المدينة
وقال ماذا اصاب هذه الديار قال كانت هذه الديار غنية بالماء والخيرات ومنذ 4 سنوات اصابها قحط وجفت مياه الابار وهي الان كما ترى
فقال : ما لي اذا ارجعت ماء الابار ؟
فقال : لك ماتريد لكن هل تقدر ؟
فقال : اريد مزرعه ومالا وبيت
فقال : لك ذلك فقال الشاب : اين البئر الرئيسة (مجمع العيون)؟فقال هناقال احضروا لي ماء فقرأ عليه وصبه على منبع الماء
فانفجر الماء كالنافو كما منحرة وعاد الخير واخذ المزراعين بالعودة إلى ماكانت عليه وعاش مكرم معزز عند معظم واهل المدينة … وفي يوم من الايام جاء رجل ضيفا على الديار فإذا هو ذو النيتين .فعرفه الشابوقال فلان هل تذكرني؟دفقال ذو النيتين لاقال انا ذو نية الذي تركته في البئرقال الرجل وكيف اصبحت كما ارى؟ قال القصة كذا وكذا فخرج ذو نيتين مسرعا فقال الشاب : إلى اين ؟ قال : إلى البئر قال يارجل أنتظر وفي الصباح رباح قال والله ما ابيت الا فالبئر الليلة فذهب ابو نيتين
فلما وصل ركوة البئر وجاء اخر الليل ، فإذا بالغرابين يحطان على حافة البئر لانهم يجتمعون عند هذه البئر كل نهاية عام هجري فأخذوا يتحدثون قال الغراب الاول: فلان هل علمت ماذا حل بإبنة الشيخ المسحورة؟
قال ماذا؟قال انفك السحر عنها قال الاخر:
وسحري ايضاً المدينة التي كنت أحبس الماء عنها رجعت على حالها قال أولهما والله يافلان ظني عندما كنا نتحدث في تلك السنة ان شخصا ما كان في البئر وسمعنا قال الثاني ما رأيك ان ندفن هذه البئر المشؤمه؟
فدفنوا البئر على الفور فوق رأس ابوالنيتين
وهكذا كانت نهاية ” صاحب النيتين “
“وعلى نياتكم ترزقون”
قصة من التراث العربي. لو اكملت القصة اذكر الرحمن باسم من أسمائه الحسنى وصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock