-أخبار الشرق الاوسط

غالية زيني ” تدخل ضمن الترشيحات لنيل جائزة الطالب العالمية من تشيغ. أورغ

كتب – علاء حمدي

تم اختيار علي الزهراني، معلم اللغة العربية في مدرسة الإمام الطبري الابتدائية في المملكة العربية السعودية، ضمن القائمة النهائية لأفضل 50 معلماً مرشحاً لنيل جائزة المعلم العالمية 2021 المقدمة من “مؤسسة فاركي” بالتعاون مع منظمة اليونسكو.

وفي الوقت ذاته؛ تم اختيار غالية زيني، وهي طالبة من العاصمة السعودية جدة تبلغ من العمر 19 عاماً وتدرس أسس العلوم والرياضيات والهندسة في كلية كابلان الدولية بلندن؛ ضمن القائمة النهائية لأفضل 50 طالباً مرشحاً لنيل جائزة الطالب العالمية 2021 والمقدمة من مؤسسة “تشيغ. أورغ” (Chegg.org).

واختير الزهراني من بين أكثر من 8 آلاف مرشح ومتقدم من 121 دولة حول العالم. فيما اختيرت زيني من بين أكثر من 3500 مرشح ومتقدم من 94 دولة حول العالم.

وتعد جائزة المعلم العالمية، والتي باتت اليوم في عامها السابع، أكبر جائزة من نوعها بقيمتها البالغة مليون دولار أمريكي؛ فيما تبلغ قيمة جائزة الطالب العالمية، والتي تم إطلاقها هذا العام، 100 ألف دولار.

وتم إطلاق جائزة المعلم العالمية تقديراً للمعلم الأفضل الذي يقدم أداءً ومساهمات متميزة في مجال التربية والتعليم، وبهدف تسليط الضوء على الدور المهم والنبيل الذي يلعبه المعلمون في المجتمع. ومن خلال استكشاف آلاف القصص الاستثنائية التي ساهمت بإحداث نقلة نوعية في حياة الشباب، تتطلع الجائزة إلى بث الحياة في هذه المهنة النبيلة التي يمتهنها ملايين الأشخاص حول العالم.

أما جائزة الطالب العالمية من “تشيغ. أورغ”، فقد أطلقتها “مؤسسة فاركي” في وقت سابق من العام الجاري لإرساء منصة جديدة ومؤثرة تسلط الضوء على جهود الطلاب المتميزين حول العالم القادرين على ترك أثر حقيقي على عملية التعلم، وحياة أقرانهم، وحياة المجتمع عموماً. وتتاح فرصة الترشح للجائزة لجميع الطلاب الذين لا تقل أعمارهم عن 16 عاماً، والمسجلين في مؤسسة أكاديمية أو برامج التدريب والمهارات. كما يعتبر الطلاب ممن يدرسون بدوام جزئي أو المسجلين في مساقات تدريبية عبر الإنترنت، مؤهلين للترشح أيضاً.

وستروي الجائزتان قصصاً ملهمة من جانبين مختلفتين لقطاع التعليم. كما ستسلطان الضوء على الجهود الرائعة التي يبذلها المعلمون في إعداد شباب المستقبل، والإمكانات الواعدة للطلاب اللامعين أثناء مسيرة تعلمهم وما بعدها.

وبهذا الصدد، قال مؤسس “مؤسسة فاركي”، صني فاركي: “نهنئ السيد علي الزهراني والطالبة غالية زيني على اختيارهما ضمن القائمة النهائية لأفضل 50 معلماً وطالباً. لا شك أن قصصهما تبرز أهمية التعليم في مواجهة أبرز التحديات المستقبلية – بدءاً من تغير المناخ ووصولاً إلى تزايد حالة التمييز وعدم المساواة وانتشار الأوبئة العالمية. وبرأيي فإن إعطاء الأولوية للتعليم هو الخيار الأفضل لحماية مستقبلنا جميعاً، والحل الأمثل للمضي بثقة نحو الأمام”.

وتعتبر مؤسسة “تشيغ.أورغ” (Chegg.org)، الذراع غير الربحية لشركة تكنولوجيا التعليم “تشيغ” (Chegg)، أحد داعمي جائزة المعلم العالمية. وقد تعاونت هذا العام مع “مؤسسة فاركي” لإطلاق جائزة الطالب العالمية. وقالت رئيسة مؤسسة “تشيغ.أورغ” ليلى توماس في إطار تعليقها على الموضوع:

“في عصر ’كوفيد-19‘ الذي نعيشه اليوم، لا شك أن طلاباً مثل غالية تحلوا بشجاعة كبيرة جداً حتى استطاعوا مواصلة الدرب والسعي لبناء مستقبل أفضل رغم العقبات الهائلة التي اعترضت طريقهم. وتم إطلاق جائزة الطالب العالمية لتسليط الضوء على قصص هؤلاء الطلاب وسماع أصواتهم. ففي النهاية، أحلامهم وآراؤهم وإبداعاتهم هي التي ستساعد في حل الكثير من أبرز المشاكل التي عرفتها البشرية”.

“يحظى المرشحون النهائيون للجائزة هذا العام بتأثير ملحوظ في مجالات عديدة تتنوع بين البيئة، وعدم المساواة، والعدالة، والصحة، والرفاهية، والتعليم، والمهارات، وتمكين الشباب، والقضاء على الفقر”.

“لقد شكلت إنجازات هؤلاء الطلاب الاستثنائيين من حول العالم مصدر إلهام حقيقي لنا، حيث تقدموا بطلب الترشح لنيل جائزة الطالب العالمية في دورتها الأولى والتي قررت مؤسسة ’تشيغ‘ مضاعفة قيمتها إلى 100 ألف دولار”.

ولاستكشاف كامل إمكانات طلابه، طبّق علي الزهراني سلسلة من البرامج المبتكرة، منها برنامج “أنا وأبي” (Me and my Father) الذي يدعو الآباء لإعطاء دروس في الصف. أما “كلاس دوجو” (Class Dojo)، فهو يمنح الطلاب نقاطاً للتميز والسلوك الجيد. ويحرص الزهراني على إيقاد شغف العمل التطوعي في نفوس طلابه، حيث يشاركون سنوياً في مشروع “مبادرون” الذي يهدف إلى تعزيز المبادرات الاجتماعية الهادفة لمكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي في المملكة العربية السعودية. وكونه يدرك الدور المحوري الذي لعبه معلموه في حياته، يصحب الزهراني طلابه في زيارة لمعلميه السابقين كعربون تقدير وامتنان لعطائهم.

أما غالية زيني، والتي تصف نفسها بأنها من ’أطفال الثقافة الثالثة‘، فقد ولدت في المملكة العربية السعودية، وعاشت في الولايات المتحدة من سن الخامسة وحتى الرابعة عشرة. وهي تستهل مشوارها الدراسي حالياً في مدينة بريستول بالمملكة المتحدة، كما تستمتع بالسفر والمشاركة بأعمال التطوع الدولية. ففي تنزانيا، ساعدت في بناء حمامات بجوار مدرسة قروية صغيرة لتشجيع الفتيات على ارتياد الفصول الدراسية. وفي لاوس، ساعدت الطلاب الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية على تطوير مهارات المحادثة لديهم. ونظراً لاهتمامها العميق بالقضايا العالمية، خصوصاً تلك المتعلقة بمجالات التعليم والصحة النفسية، تحلم غالية بافتتاح مركز في جدة يوفر باقة متنوعة من العلاجات التقليدية والشاملة التي تشمل الرقص والفن، كما يتيح جلسات علاجية، ويدعم المجموعات والفعاليات الرامية لزيادة الوعي وتثقيف الآخرين. وكجزء من رغبتها في المساهمة ببناء مجتمع يكرس مبادئ التعاطف والتسامح والذكاء العاطفي، حيث أدوات الصحة النفسية متاحة ومعقولة التكلفة ولا تسبب أي وصمة عار؛ تأمل غالية أن يكون مركزها الأول نقطة انطلاق لافتتاح فروع أخرى في المملكة العربية السعودية .

من جانبها قالت ستيفانيا جيانّيني، المديرة العامّة المساعدة لشؤون التعليم في اليونسكو: “تفخر اليونسكو بشراكتها مع جائزة المعلم العالمية، حيث بذلت جهوداً دؤوبة لتسليط الضوء على دور المعلمين في تغيير حياة الشباب. ولا شك أن المعلمين الملهمين والطلاب المتميزين يستحقون كل التقدير لالتزامهم بدعم قطاع التعليم رغم الظروف الصعبة التي نشهدها اليوم”.

“إن السعي لبناء عالم أفضل في أعقاب ’كوفيد -19‘، يتطلب أولاً وقبل كل شيء السعي لمنح كل طفل حقه الطبيعي في التعلم. ولا شك الجيل القادم، بقيادة ورعاية معلميه، هو من سيحمي مستقبلنا جميعاً”.

تم فتح باب التقدم والترشح لجائزتي المعلمين والطلاب هذا العام يوم الثلاثاء 2 فبراير ولغاية يوم الأحد 16 مايو. ويتم تقييم المعلمين المتقدمين لنيل جائزة المعلم العالمية بناءً على ممارسات التعليم، والأساليب التي يبتكرونها لمواجهة التحديات المحلية، وتحقيق نتائج تعليمية مشهود لها، والتأثير على المجتمع خارج الفصل الدراسي، ومساعدة الأطفال كي يصبحوا مواطنين عالميين، والارتقاء بمهنة التعليم، والحصول على تقدير الهيئات الخارجية. وفي العام الماضي، كانت جائزة المليون دولار من نصيب رانجيت سينغ داسالي، وهو أحد معلمي المدارس الريفية في الهند.

فيما يتم تقييم الطلاب المتقدمين لنيل جائزة الطالب العالمية بناءً على تحصيلهم الأكاديمي، وتأثيرهم على أقرانهم، ودورهم في إحداث الفرق داخل وخارج مجتمعاتهم، وكيفية تغلبهم على الصعاب، وأساليبهم الإبداعية والمبتكرة، ودورهم كمواطنين عالميين.

وبعد إعلان أسماء المرشحين النهائيين اليوم، سيتم الكشف عن أفضل 10 مرشحين لكل من الجائزتين في أكتوبر القادم. ومن ثم يتم اختيار فائز واحد في كل قائمة من قبل أكاديمية جائزة المعلم العالمية وأكاديمية جائزة الطالب العالمية المكونتين من شخصيات مرموقة. ومن المقرر الإعلان عن أسماء الفائزين النهائيين في حفل لتوزيع الجوائز يقام في باريس خلال شهر نوفمبر القادم.

وعند ترشيح الطلاب والمعلمين، طُلب من الشخص الذي رشحهم كتابة وصف موجز عبر الإنترنت يوضح سبب ترشيحه. ومن ثم، تم إرسال بريد إلكتروني إلى المعلم أو الطالب الذي تم اختياره لإعلامه بأنه قد تم ترشيحه ودعوته للتقدم لنيل الجائزة. وأتيحت للمرشحين فرصة التقدم باللغات الإنجليزية والماندرين والعربية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والروسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock