دين ودنيا

مواصفات الزوجة الصالحة التقية ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن من أهم الأدوار الذي تلعبة الزوجة الصالحة التقية الفاضلة هو إسعاد الأسرة المسلمة، والسهر على استقرارها واستمرارها، ولقد كانت السيدة خديجة بنت خويلد مثال يحتذي به فى الحياة الزوجية للمرأة الصالحه التقية الفاضلة الصابرة المحتسبة، فلننظر جميعا كيف واست السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند بدء نزول الوحي، قولا وفعلا، فلقد احتوت الموقف بإيجابية، فأما مساندتها اللفظية فقد شدت من أزره برسائلها المحفزة الإيمانية بقولها “كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتحمل الكلّ، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق”، وأما مساندتها الفعلية فقد أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى، وكان شيخا كبيرا قد عمي.

فقال له “هذا الناموس الذي نزل على موسى بن عمران، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يُخرجك قومك” فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أومخرجيّ هم؟” فقال “لم يأت أحد بمثل ما أَتيت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا” والنبي صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن الزواج نعمة عظيمة حقيق بأن تشكر الله عز وجل عليها، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” فيلقى العبد ربه، فيقول الله ألم أكرمك وأسوّدك وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول بلى يا رب، فيقول أفظننت أنك ملاقيّ؟ فيقول لا فيقال “إني أنساك كما نسيتني” لكن هذه السعادة مشروطة بما إذا كانت الزوجة صالحة قال صلى الله عليه وسلم ” ثلاث من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح” رواه أحمد والطبراني والحاكم.

لأن هذه المرأة الموصوفة بالصلاح تكون عونا على أعظم أمر يهم المسلم ألا وهو الدين، فقال صلى الله عليه وسلم “من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتقى الله في الشطر الثاني” رواه الحاكم والطبراني، وقال صلى الله عليه وسلم “الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة” رواه مسلم وغيره، أي إن الدنيا متاع زائل، وخير ما فيها من هذا المتاع المرأة الصالحة لأنها تسعد صاحبها في الدنيا، وتعينه على أمر الآخرة، وهي خير وأبقى، وعن محمد بن واسع قال ابن يسار “ما غبطته بثلاث “زوجة صالحة وبحار صالح، وبمسكن واسع” وقال الأصمعي “ما غبطت رجلا بشيء ما رفع أحد نفسه بعد الإيمان بالله تعالى بمثل منكح صدق، ولا وضع نفسه بعد الكفر بالله تعالى بمثل منكح سوء”

وإن الزوجة الفاضلة لها صفات مميزة، فهي هادئة الصوت، تحسن فن الإقناع والحوار، وتبتعد دائما عن النزاع والشجار، وإن الزوجة الفاضلة ذكية لماحة فهي تفهم سيكولوجية الرجل وعقليته، وهي تحسن التعامل معه وفق تلك المعطيات، فقلما يقع التصادم بينهما، وإن الزوجة الفاضلة تمدح زوجها أمام أهله، وتصنع منه بطلا وقائدا، وهي تفتخر به وتخبره بذلك، فتتقوى دعائم شخصيته، وينطلق للنجاح بقوة، فإن أبعاد النجاح الشامل في الحياة لا تحقق إلا بمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية، ولعل من أهم العوامل الداخلية ما يسمى بالاستقرار الأسري، الذي يعتبر مؤشرا لحياة زوجية ناجحة، لعب فيها أفرادها أدوارهم بصفة جمعت بين الثبات والمرونة، وقاموا بالاستفادة من تجارب الآخرين السابقة بالعلم النافع والعمل الصالح.

فأثمر ذلك البيت المسلم عن ظهور فئات ذات سمات خاصة، منها الزوجة الفاضلة، والزوج الفاضل، والأولاد الفضلاء، ومن هنا يحق لنا أن نتساءل من هي هذه الزوجة الفاضلة؟ وما هي مواصفاتها التي ميزتها عن غيرها؟ فنقول بأن الزوجة الفاضلة هي أنثى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بطهرها وعفافها وحجابها، وهي أنثى بحيائها وتواضعها وخُلقها الرفيع فقد قتل الكبرياء المزعوم كثيرا من الزوجات وأودى بهم إلى الهلاك، فالزوجة الفاضلة هي التي استفادت من وصية السيدة الفاضلة أمامة بنت الحارث لابنتها حين تزوجها الحارث بن عمرو، وهي أيضا قد انتفعت مِن الإيجابية في تعامل السيدة أم حكيم المخزومية مع زوجها عكرمة بن أبي جهل، والزوجة الفاضلة تحسن استقبال زوجها وتوديعه، فهو عندها سيد مطاع في قومه، ولا بد له أن يحظى بالعناية والرعاية حين دخوله وخروجه من مملكتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock