دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الفوز بالجنة والنجاة من النار

الدكروري يكتب عن الفوز بالجنة والنجاة من النار

بقلم / محمـــد الدكــروري

لقد قام السلف الصالح وهم الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان، كما قام قبلهم رسل الله عليهم الصلاة والسلام الذين بعثهم الله تعالي لهداية البشر، وحصلوا بالتقوى على كل خير، وفتحوا بها باب السعادة وانتصروا بها على الأعداء، وفتحوا بها القلوب، وهدوا بها البشرية إلى الصراط المستقيم، وإنما حصلت لهم القيادة للأمم والذكر الجميل والفتوحات المتتابعة بسبب تقواهم لله، وقيامهم بأمره، وانتصارهم لدينه، وجمع كلمتهم على توحيده وطاعته، كما أن الناس في أشد الحاجة إلى تكفير السيئات وحط الخطايا وغفران الذنوب وسبيل هذا هو التقوى، وإن من أعظم الأجر هو الفوز بالجنة والنجاة من النار، وهكذا المسلمون في أشد الحاجة إلى النصر على أعدائهم والسلامة من مكايد الأعداء ولا سبيل إلى هذا إلا بالتقوى، كما قال الله عز وجل في سورة آل عمران.

” وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط” فالمسلمون إذا صبروا في طاعة الله وفي جهاد أعدائه، واتقوا ربهم في ذلك بإعداد العدة المستطاعة البدنية والمالية والزراعية والسلاحية وغير ذلك، نصروا على عدوهم لأن هذا كله من تقوى الله، ومن أهم ذلك إعداد العدة المستطاعة من جميع الوجوه، كالتدريب البدني والمهني والتدريب على أنواع الأسلحة، ومن ذلك إعداد المال وتشجيع الزراعة والصناعة وغير ذلك مما يستعان به على الجهاد، والاستغناء عما لدى الأعداء، وكل ذلك داخل في قوله سبحانه وتعالي كما جاء في سورة الأنفال ” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ” ولا يتم ذلك إلا بالصبر، والصبر من أعظم شعب التقوى وعطفها عليه في قوله سبحانه ” وإن تصبروا وتتقوا” وهو من عطف العام على الخاص.

فلابد من صبر في جهاد الأعداء، ولابد من صبر في الرباط في الثغور، ولابد من صبر في إعداد المستطاع من الزاد والبدن القوي المدرب، كما أنه لابد من الصبر في إعداد الأسلحة المستطاعة التي تماثل سلاح العدو أو تفوقه حسب الإمكان، ومع هذا الصبر لابد من تقوى الله في أداء فرائضه وترك محارمه والوقوف عند حدوده والانكسار بين يديه والإيمان بأنه الناصر وأن النصر من عنده لا بكثرة الجنود ولا بكثرة العدة ولا بغير ذلك من أنواع الأسباب، وإنما النصر من عنده سبحانه وإنما جعل الأسباب لتطمين القلوب وتبشيرها بأسباب النصر، فإذا أراد المسلمون النصر والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة وتفريج الكروب وتيسير الأمور وغفران الذنوب وتكفير السيئات والفوز بالجنات إلى غير هذا من وجوه الخير فعليهم بتقوى الله عز وجل.

والله وصف أهل الجنة بالتقوى فقال ” إن المتقين في جنات وعيون” وقال تعالي ” إن المتقين في جنات ونعيم” وقال تعالي ” إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم” فبين الله سبحانه وتعالي أنه أعد الجنة لأهل التقوى، فإننا جميعا في أشد الحاجة إلى أن نتقي الله عز وجل، فإذا اتقيناه سبحانه وتعالي حق التقوى فزنا بكل خير ونجونا من كل شر، وليس المعنى أنك لا تبتلى، بل قد تبتلى وتمتحن، وقد ابتلي الرسل وهم أفضل الخلق وأفضل المتقين حتى يتبين للناس صبرهم وشكرهم وليقتدي بهم في ذلك، فبالابتلاء يتبين صبر العبد وشكره ونجاته وقوته في دين الله عز وجل، فالاختبار لابد منه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock