مقالات

الدكروري يكتب عن الإسلام أو الجزية او الحرب

الدكروري يكتب عن الإسلام أو الجزية او الحرب

الدكروري يكتب عن الإسلام أو الجزية او الحرب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن المؤمن بالله تعالي ينقاد مختارا لحكم الله عز وجل الشرعي، فلا يختار غير ما اختار الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم له، ولا يتحاكم إلى غير كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبالإيمان بالله يحصل الأمن والاهتداء، وبالإيمان بالله تتحقق وحدة
inbound9143102167421065500
النسيج المجتمعى والتكافل والإحسان بين الأسرة والارحام والجيران، وحسن الخلق مع سائر الخلق، فالإيمان يجمل المسلم ويهذب منطقه وتعامله، وكان بعد أن انتهى القائد خالد بن الوليد رضى الله عنه من قتال مسيلمة الكذاب، فقد أتاه كتاب الخليفة أبى بكر الصديق رضي الله عنه يأمره بالتوجه إلى العراق، وبعد وصول الرسالة قرأها سيف الله خالد على جنده، فرجع أكثر الجيش ولم يبقى معه إلى القليل، فطلب خالد بن الوليد المدد من أبى بكر الصديق فأمده برجل واحد. 
وهو القعقاع بن عمرو فتعجب الصحابة من ذلك وقالوا لأبي بكر أتمد رجلا قد انفض عنه جنوده برجل واحد؟ فقال لهم “لايهزم جيش فيه مثل هذا” وفى بداية معارك المسلمين فى العراق، سار القائد خالد بن الوليد ومعه المدد الذى أرسله له الخليفة أبو بكر الصديق وهو القعقاع بن عمرو، وانضم لهم المثنى بن حارثة الشيباني فكان مجموع الجيش ثمانية عشر ألف مقاتل، فأرسل خالد رسالة إلى هرمز يدعوه فيها إلى الإسلام أو الجزية أو القتال، فلما قدم الكتاب على هرمز جمع جموع جيشهم وخرج مسرعا بهم إلى كاظمة، وكان هرمز قد اتفق مع بعض جنوده على الغدر بخالد بن الوليد وقتله عند المبارزة ليكسر شوكة المسلمين، فخرج إليه خالد وهجم على هرمز واحتضنه، وفي تلك اللحظة خرجت المجموعة الفارسية. 
التى اتفق معهم هرمز وهجموا على خالد بن الوليد وهو مشتبك مع هرمز وأحاطوا به من كل جانب، فخرج إليهم القعقاع بسرعة كبيرة، وحسن تقدير، وأزاح هذه الحامية عن خالد بن الوليد، وكان خروج القعقاع إيذانا ببدء القتال بين الطرفين، ولم يجد المسلمون صعوبة في التغلب على الجيش الفارسى الذى تحطمت نفسيته بمقتل قائدهم هرمز، ولقد كان القعقاع بن عمرو، أيضا مع الجيش المحارب للحيرة وشهد فتحها، وبعدها قرر خالد بن الوليد الخروج للأنبار وكان فيها حامية فارسية، واستخلف القعقاع بن عمرو على الحيرة، وقد كان موضع ثقة لخالد بن الوليد فخرج خالد إلى الأنبار وعين التمر وأستطاع فتحهما، ثم توجه إلى دومة الجندل مدد لعياض بن غنم، فطمع الفرس بالإغارة على المسلمين. 
وإن الإيمان بالله هو درجات ثلاثة، درجة علم اليقين ودرجة عين اليقين ودرجة حق اليقين، فالأولى هو علم اليقين أى أن الله أعلمنا عن طريق الوحى بالغيبيات كالموت والبعث والحساب والجنة والنار وغير ذلك مما هو غيب، والثانية درجة العين وهي أن ترى ذلك أمامك بالعين المجردة، والثالثة هى درجة الحق وهي أن تجرب ذلك بنفسك وتتنعم بنعيم الجنة وتأكل من ثمارها أو تعذب في النار بصور العذاب، والدرجات الثلاث قد وردت فى القرآن الكريم، ولقد جاء الحديث عن الجهاد وإن كان قليلا لما ألقاه الترف في مجتمعاتنا من ظلال سيئة على حال الناس، فركنوا إلى ملذات الدنيا، وظنوا أن الانشغال بها والتفنن فى صناعتها، غاية الحكمة، وقمة المعرفة، وأفضل متعة، ونسوا تلكم المعانى والملذات التى وردت فيما سبق مما أعده الله للمجاهدين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock