أخبار مصر

الدكروري يكتب عن الرجل و جمع المال

الدكروري يكتب عن الرجل و جمع المال

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم الخميس 26 أكتوبر 2023

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، فهو صلى الله عليه وسلم الذي يجب أن نتعرف على أخلاقه صلى الله عليه وسلم ومنهجه في الدعوة كما بينها القرآن الكريم وأن نحفظ أحاديثه ونقرأ سيرته ونوقره ونصلي عليه، وألا نحصر التعرف على سيرته في صلى الله عليه وسلم شهر من السنة أو يوم من الشهر، وكذلك فإن من معرفته أن نعرف قدر سنته صلى الله عليه وسلم وأنها مصدر للتشريع، حيث قال صلى الله عليه وسلم ” ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه” رواه ابن ماجه.

وكذلك فإن من عرف نبيه ينبغي أن يعرف أهل بيته وصحابته رضوان الله عنهم وأن يعرف لهم قدرهم ويترضى عليهم وينافح عنهم، ويروي أن الأحنف بن قيس “أنه رأى رجلا في يده مال، فقال لمن هذا المال؟ فقال لي، فقال أما أنه ليس لك حتى يخرج من يدك” وفي معناه قيل أنت للمال إذا أمسكته، فإذا أنفقته فالمال لك، فلا تحرم نفسك من هذا الأجر الذي سمعته، والذى تكون أحوج ما تكون إليه عند لقاء فاطر الأرض والسماوات، فقال الحسن البصرى رحمه الله “إن يوم القيامة لذو حسرات، الرجل يجمع المال، ثم يموت ويدعه لغيره، فيرزقه الله فيه الصلاح والإنفاق في وجوه البر، فيجد ماله في ميزان غيره” وإن محبة الله سبحانه وتعالى هي إحدى العبادات العظيمة.

إذ إنها تقرب العبد من ربه، وترغبه في الإقبال عليه والسير إليه، وتحمل عناء الطريق الموصلة لرضاه والفوز بجنته، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن محبة الله تعالى هي إحدى الأمور التي يجد بها العبد حلاوة الإيمان، ولا بد من الإشارة إلى أن محبة الله تعالى لا تكون بالقول فحسب إنما تقتضي الامتثال لأوامره وإجتناب نواهيه وهو ما يتفاضل به الناس إذ إن أعظمهم درجة عند الله تعالى أعظمهم نصيبا من ذلك، وإن من أمراض القلب هو الحرص والطمع، وينتج عن الحرص والطمع البخل والشح، وهو من أمراض القلوب، فسبب البخل والشح الطمع والحرص وحب المال، وهذا مرض للقلب عظيم، عسير العلاج، وإن المال وسيلة إلى مقصود صحيح، وقد يجعل منه آلة ووسيلة إلى مقاصد فاسدة.

فهو بحسب استخدامه يكون محمودا أو مذموما، ولما كانت الطباع مائلة إلى اتباع الشهوات القاطعة عن سبيل الله، وكان المال مسهلا وآلة إليها، عظم الخطر فيما يزيد على قدر الكفاية من المال، فعلى العبد القناعة، فإن تشوف إلى الكثير أو طول أمله فاته عز القناعة، وتدنس لا محالة بالطمع وذل الحرص، وجرّه الحرص والطمع إلى مساوئ الأخلاق، وارتكاب المنكرات الخارقة للمروءات، والوقوف بأبواب اللئام، فإذا تيسر للعبد في الحال ما يكفيه، فلا يضطرب لأجل المستقبل، ويعينه على ذلك قصر الأمل، واليقين بأن الرزق الذي قُدر له لا بد أن يأتيه وإن لم يشتد حرصه، وأن يعرف ما في القناعة من عز الاستغناء، وما في الحرص والطمع من الذل، ثم ينظر في أحوال الأنبياء والأولياء، ويخير نفسه بين أن يكون مقتديا بأعز الخلق عند الله، أو مشابها لأراذل الناس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock