مقالات

الدكروري يكتب عن أمتنا الإسلامية اليوم

الدكروري يكتب عن أمتنا الإسلامية اليوم

الدكروري يكتب عن أمتنا الإسلامية اليوم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 6 نوفمبر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، أما بعد لقد أصبحت الأمة ليست كما كانت في سالف عهدها، تغيرت ثقافتها، وتغيرت حضارتها، حتى أصبحت بعض المدن الكبرى يُخيل إلى الداخل إليها وكأنه في بلاد أوروبا، لكن ومع ذلك كله فالأمة ما زالت تدافع وتجاهد من أجل أن تحافظ على هويتها
inbound4397992468974982289
وثقافتها، ومن أجل أن يبقى دينها ناصعا كما قال تعالى فى سورة البقرة ” ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض” فإن كلام الله جل جلاله ألا وهو القرآن الكريم، الذي لو أنزله الله على جبل لتصدع الجبل من خشية الجليل، فكيف تخشع الجبال للقرآن ولا تخشع القلوب؟ سؤال مرير كيف تتصدع الجبال للقرآن.
ولا تتحرك له القلوب، وينقسم الناس إلى ثلاثة أصناف، فالصنف الأول هو ميت القلب، فهذا لو سمع القرآن كله ما تدبر وما تأثر، والصنف الثاني وهى حي القلب لكنه معرض عن القرآن، حي القلب لكنه لا يسمع بأذن رأسه ولا بأذن قلبه لآيات الله المتلوة، ومن ثم هو لا يتأثر البتة بآيات الله المتلوة والمرئية في الكون لأنه معرض بسمعه وقلبه عن الله جل وعلا هؤلاء هم أهل الغفلة عياذا بالله، والصنف الثالث وهو حي القلب منتفع بالآيات المتلوة والمرتبة، فرجل حي القلب ومع ذلك إذا سمع من الله أصغى بسمعه واستجمع كل كيانه وكل جوارحه بإنصات وخشوع ليسمع عن الله إذا سمع ربه يقول ” يا أيها الذين آمنوا” أصغى بسمعه وانتبه غاية الانتباه لأن الذي ينادى عليه ربه، فإما خيرا سيأمر به وإما شرا سينهى عنه.
فإذا تلى عليه القرآن الكريم، تأثر فخشع قلبه واقشعرت جوارحه وانطلق ليحول هذا الكلام الغالي الجليل إلى واقع عملي في دنيا الناس، وهذا هو الذي ينتفع بآيات الله المتلوة وآيات الله المشهودة أي المرئية في الكون من عرشه إلى فرشه، فالقرآن تخشع وتتصدع له الجبال ولا تتحرك له القلوب الموات لذا قال عثمان رضى الله عنه والله لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا، فإن من الواجب على قارئ القرآن الكريم أن يتأدب بآدابه، ويتخلق بأخلاقه، ويتمسك بتعاليمه، فبأخلاقه يتحرر الإنسان من أهوائه وشهواته، وتتقوى نفسه بالأخلاق القويمة، قال تعالى فى سورة الإسراء “إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا”.
وأسوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد كان قرآنا يمشي على الأرض، يتخلق بخلقه، يرضى برضاه، ويسخط لسخطه، ولقد وضح لنا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم أن نربي أولادنا وأن نضربهم علي الخطأ حتي نأدبهم، وأنه إذا كان ولا بد من ضرب الأبناء على بعض أخطائهم، فلا بد أن يكونَ غير مؤثر أي غير مبرح، ولا يترك علامات، ولا يكون على الوجه، أو أي مكان حساس في الجسم، ولا بد من اعتياد استخدام الثواب أكثر من العقاب ليمتنع الابن عن ارتكاب الأخطاء، فالتحفيز والتشجيع دائما أطيب للنفس، وأكثر دافعية لها للتقدم والسلوك القويم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock