أخبار مصر

الدكروري يكتب عن آدم يأكل من الشجرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد مد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء، وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة، وهنا نقول بأنه ليس صحيحا ما قيل من إغواء أم البشر حواء لآدم عليهما السلام وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة، وإن نص القرآن الكريم لا يذكر حواء، وإنما يذكر آدم، كمسئول عما حدث، وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم عليه السلام، وكما أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، أخطأ آدم بسبب الفضول، ولم يكد آدم عليه السلام ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية، وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري، وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة، وهبط آدم وحواء إلى الأرض، واستغفرا ربهما وتاب إليه.
فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها، وأخبرهما الله تعالي أن الأرض هي مكانهما الأصلي، يعيشان فيها، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث، ويتصور بعض الناس أن خطيئة آدم عليه السلام بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة، ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك، وهذا التصور غير منطقي لأن الله سبحانه وتعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة ” إني جاعل في الأرض خليفة” ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة، ولم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة، وكان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة، ويهبطان إلى الأرض، أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض.
وليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان، وقد أقام آدم وزوجته حواء عليهم السلام في الجنة مدة طويلة يأكلان منها رغدا حيث شاءا، فلما أكلا من الشجرة التي نهيا عنها، سلبا ما كانا عليه من اللباس وهبطا إلى الأرض فبدت لهم سوأتهم، فلقيته شجرة أخذت بناصيته، فناداه ربه أتهرب مني يا آدم فقال بل حياء منك يارب مما فعلت، ويقول تعالي”وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلك الشجرة وأقل لكم إن الشيطان لكم عدو مبين، قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين” وثبت في القرآن الكريم أن آدم وزوجته عليهما السلام، هبطا إلى الأرض من الجنة بعد أن عصيا الله بالأكل من الشجرة.
أما بالنسبة لمكان هبوطهما فلم يرد النص على ذلك في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة من الأحاديث الصحيحة وبعض ما رُوي في هذا الأمر من الأحاديث الضعيفة، ووردت بعض الأقوال عن السلف الأغلب أنهم أخذوها من أهل الكتاب، وهذه الأخبار لا يمكن الاعتماد عليها، ولا يجوز التصديق والإيمان بما جاء فيها دون وروده في شريعة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتكون رواية هذه الأخبار من باب الاستئناس فقط، ومن هذه الأقوال هو إن آدم عليه السلام، هبط إلى الهند وزوجته إلى جدة، والبعض قال إن آدم هبط بالصفا وحواء بالمروة، وآخرين قالوا بأنه نزل بأرض بين الطائف ومكة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock