مقالات

لا تأخذ الأشياء من ظاهرها…فالمظاهر خادعة

.محمود الوروارى
————–
أثناء ذهابى لإحدى المناسبات مرتديا الجلباب حدث شئ غريب،لقد طلبت من سائق السياره الجلوس فى المقعد الأمامى بجواره،ولكن رفض بقوله ” محجوز، أركب ورا” ،وفجأة جاء شخص يرتدى بدله زرقاء جميلة ونظارة سوداء ففتح له الباب قائلا” أتفضل يا بيه” ،وعند عودتى تكرر ذلك ولكن بصورة مختلفه،حيث قال لى السائق” الكرسى محجوز،وفجأة أتت فتاة ففتح لها الباب قائلا تفضلى يا أنسة”.
*الفوارق:
– وعند الدخول للعزاء لأداء الواجب ترى العجب ..فالذي يرتدي البدله “اتفضل يا باشا حيث الجلوس فى الصلون …والذى يرتدى جلبابا اقعد هنا ( يقصد بجانب الباب) وشتان بين الجلوس فى الصلون والجلوس بجانب الباب،فالجالس فى الصلون نرى الصوان كله يتحرك نحوه ليحظى بشرف التسليم عليه وسيجد الكراسي الضخمة والسجاد الفاخر وشتى أنواع الواجب من زجاجات مياه معدنية وجميع المشروبات الساخنة والمناديل المعطره والمراوح …..الخ،أما الجلوس بجانب الباب فله وضع أخر،الكرسي بالى ليس به سوى حديده والفرش ممزق ولا يعتنى به السفرجى وربما رضي عنه وأعطاه كوبا من الشاى فائض عن حاجه الصالون.

ياسادة… من ذهب لأداء الواجب لابد وأن يتعامل معاملة كريمة دون أن يشعر بأن هناك فارق،فلابد من حسن استقباله وتقديم واجب الضيافه له لأن الجميع ذهب لأداء الواجب،وليس الذى جلس فى الصلون ذهب لأداء الواجب والأخر ذهب لكى يتفرج!!!!،ولنعلم أنه ربما كانت دعوة أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره ترحم الميت وتفسح له فى قبره فلا تغرك المظاهر وتواضع للجميع،والله يقول “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”،فكلم لأدم وأدم من تراب،ولا فرق لعربى على أعجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح،فهل من مجيب؟؟؟.

ويتكرر هذا السيناريو مع من يرتدون الجلاليب من أبائنا وأخواتنا وأمهاتنا وكل أهالينا فى أغلب المصالح الحكومية،فعند قدوم شخص يرتدى بدله تجد الموظف يهرول ناحيته قائلا” مرحب يا باشا،طلباتك أوامر،خدامين سيادتك،وأهالينا يقفون بالساعات دون قضاء حوائجهم ويزداد الطين بله عندما يقول الموظف لهم ” خلصنا النهارده تعالوا بكره ….الخ !!!!!؟؟؟؟؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock