أخبار مصر

وقفه في حياة نبى الله يوسف ” الجزء العاشر “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العاشر مع نبى الله الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم وهو نبى الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعا وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام، ولقد فرق القرآن الكريم بين عصريين مهمين في التاريخ المصري وهو عصر ما قبل الفراعنة أي ما قبل الأسرة الثامنة عشرة الذين كانوا يطلقون لقب الملك على حكامهم وعصر ما بعد الفراعنة الذين كانوا يطلقون لقب الفرعون على حكامهم وذلك ابتداء من الأسرة الثامنة عشرة بعكس التوراة التي لم تفرق بين العصرين أو اللقبين ففرعون هو اللقب الخاص لحكام مصر في التوراة سواء أيام نبي الله يوسف أو نبي الله موسى وهذا يخالف العلم الحديث، أما القرآن الكريم فكان ولا يزال كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي يوجد فيه أي تناقض، وبعد سنوات طويلة من البحث والقراءة بعمق فى تاريخ مصر القديم، وفى تتبع قصة بنى إسرائيل فى مصر منذ أن دخلوها معززين مكرمين مع نبى الله يوسف عليه السلام، وعاشوا فى أرض جاسان وهى ما بين محافظة الشرقية وقناة السويس، حتى خرجوا منها مع نبى الله موسى عليه السلام فى عهد رمسيس الثانى وقيل أنه لا توجد علاقة بين بنى إسرائيل القدماء والحاليين، ويكشف عددا من الحقائق الهامة.

أبرزها أن هناك مجموعة من ملوك مصر القديمة تعود أصولهم إلى بنى إسرائيل من ناحية الأم، مثل أمنحتب الثالث، وإخناتون، وسمنخ كارع، وتوت عنخ آمون، والملك آى، وكلهم من أسرة يويا صاحبة الأصول التى تعود إلى بنى إسرائيل، ونفرتيتى التى تعد من أصول بنى إسرائيل أبا عن جد، والمعروف عن نفرتيتى كما قيل أنها زوجة إخناتون وابنة خاله، وانجذبت معه منذ طفولتها إلى عقيدة التوحيد، واشتركا معا فى إعلانها ديانة رسمية لمصر، واشتهرت بجمالها الفائق وملامحها المتناسقة، وأنجبت لإخناتون ست بنات، ولعبت دورا كبيرا مع زوجها فى نشر عقيدة التوحيد، وقيل أنه تنقسم حياة بنى إسرائيل فى مصر إلى ثلاث مراحل، الأولى من مجىء نبى الله يوسف عليه السلام إلى مرحلة مواجهة الملكة حتشبسوت لبنى إسرائيل، واستمرت هذه المرحلة نحو مائة وعشرة أعوام، وأعادت حملة حتشبسوت المعابد الشمالية المصرية إلى حظيرة الوثنية، وممارسة شعائرها القديمة، ونبهت سلطة الحكم إلى خطر بنى إسرائيل وإلى صلتهم القديمة بالغزاة الهكسوس، أما المرحلة الثانية فتبدأ من بعد مواجهة حتشبسوت، وقام فيها بنو إسرائيل باغتيال أشقاء تحتمس الرابع وعددهم سبعه ثم اغتياله هو، من أجل الوصول بابنه إلى الحكم.

وقيل إن تحتمس الرابع أحب وهو فى سن المراهقة فتاة جميلة إسرائيلية هى موت إم أويا، التى أنجبت أمنحتب الثالث، وقيل أن الملك تحتمس الرابع وطد أركان دولته فى الداخل والخارج ودعم علاقاته بتحالفات مع حكام الدول الأجنبية القوية، ووسع من دائرة نفوذه وأكثر من أتباعه ومعاونيه، وصار له من عدة زوجات اثنا عشر ابنا وبنتا، وانتهج خطا ملوك أسرة العظام، وقيل أنه حينما لاحظ بنو إسرائيل أن عوامل الزمن تسير ضد رغبتهم بقوة تحتمس الرابع، ولم تعد مأمونة العواقب، وأن مرور الوقت أكثر من هذا سوف يجهض مؤامراتهم ويذهب بجهودهم السابقة سدى، فقد جاء قرارهم بالتخلص منه وهو فى الثلاثين من عمره وبعد عشر سنوات من الحكم، وجاء قرار قتله حتى يتحتم جلوس ولى العهد أمنحتب الثالث، على العرش وكان طفلا، وأصبح بذلك تحت وصاية الأم التى تنتمى إلى بنى إسرائيل، وبعد أن كبر ولى العهد واشتد عوده تزوج من الإسرائيلية الملكة تى التى تعد أعظم نساء التاريخ المصرى ذكاء وقوة وعزيمة، وكان نفوذها قويا وكبيرا داخل مصر وخارجها، أما المرحلة الثالثة فهى التى شهدت الكثير من الاغتيالات التى أقدم عليها بنو إسرائيل وكشفها حور محب وعرفت بمرحلة التعذيب والاضطهاد

والتى استمرت حتى عهد الخروج مع نبى الله موسى عليه السلام فى عهد رمسيس الثانى، وكان عمر النبى موسى عليه السلام وقتئذ حوالى ثمانين عاما، وقيل أن نبى الله موسى عليه السلام ولد فى مصر لعائلة تنتمى إلى قبيلة إسرائيلية تعيش فى شرق البلاد منذ أن استقر الأجداد فى زمن يوسف ويعقوب عليهما السلام، وفى زمن ميلاده صدرت الأوامر من فرعون هذا العصر باستباحة دماء ذكور أطفال بنى إسرائيل، وعندما خافت أم موسى استجابت لوحى السماء وألقته فى النهر، فحمله إلى بيت هذا الفرعون الظالم، وانتشل من النهر ورأته امرأة فرعون وتعلقت به، وعاش فى كنف البلاط الملكى وتربى تربية الأمراء، فأتاه الله علما واسعا ثم حكما فى أقوى وأعظم دولة فى العالم، وفرضت الظروف على موسى، أو كان ذلك قدره، أن يخرج هاربا من مصر إلى أرض مدين، وهناك تزوج وعاش سنوات من عمره يعمل فى الرعى، وخرج بأهله متنقلا بين مراعى الصحراء، ومنذ أن حل بهذا الوادى حتى لحظة أن رأى النار لم يكن يتوقع هذا التغيير العظيم القادم فى حياته، ولقد كان هناك إكتشافات حديثه ولكن الغريب أن الكشف الأثرى الجديد، يأتى مصحوبا بعدد من التساؤلات حول حقيقة دفن إخوة النبى يوسف عليه السلام فى مصر.

وحقيقة المقابر الموجودة بالفعل والمعروفة بمشهد إخوة يوسف عليه السلام، وأسئلة أخرى عن هوية صاحب مقبرة بنيامين أخو يوسف الصديق، الموجودة الآن بمنطقة الدرب الأحمر، وكان فى البداية قد اختلفت الدراسات حول حقيقة إن كان إخوة النبى يوسف عليه السلام ماتوا ومن ثم دفنوا فى مصر، أم أنهم دفنوا فى مكان آخر، وبحسب كتاب شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، للقس منيس عبد النور، فإن سفر الأعمال يذكر أن يعقوب دفن بشكيم، وهو الاسم القديم لمدينة نابلس، والمقصود من اسمه بنى يعقوب، موضحا أن هناك تقليدا يهوديا يرجح بأن إخوة يوسف عليه السلام دفنوا هناك، لكن هناك من يرفض ذلك التقليد، بينما يذكر كتاب من تراث شيخ الإسلام ابن تيمية أن أهل السير ذكروا أن إخوة يوسف عليه السلام ماتوا بمصر، وهو أيضا يقصد النبى يوسف عليه السلام ولكنه أوصى بنقل جثمانه إلى الشام قبل وفاته، وهو ما قام به النبى موسى عليه السلام، وأما عن إخوة نبى الله يوسف أسماؤهم فهم روبيل وهو أكبرهم وشمعون، ولاوى، ويهوذا، وزيالون، ويشجر وأمهم ليا بنت لابان وهى بنت خال يعقوب وولد له من سريتين أربعة نفر، دان، ونفتالى، وجاد.

وأشر ثم قيل توفيت ليا فتزوج يعقوب أختها راحيل فولدت له يوسف، وبنيامين فكان بنو يعقوب اثنى عشر رجلا، وبحسب ما يوضح الكتاب المقدس فإن يوسف عليه السلام توفى فى مصر بعد أن عاش مائة وعشرة سنوات ودفن فيها، وبعدها تم نقل رفاته إلى بلاد الشام، أيام نبى الله موسى عليه السلام بناء على وصيّة من نبى الله يوسف عليه السلام، وقبره على الأرجح فى فلسطين بمدينة نابلس، أما إخوته فهناك مشهد لإخوة يوسف عليه السلام، وهو أحد المساجد التى أنشئت فى عصر الدولة الإيوبية فى مصر، حيث يقع هذا المشهد بالقرافة الجنوبية على بعد مائة متر شمال مسجد لؤلؤة، لكن ليس هناك أى دليل على وجود جثمانهم فيه، وفيما ترددت رواية أخرى علي قيام كليم الله ونبيه موسي عليه السلام بنقله من النيل إلي بيت المقدس أوالخليل أو طبقا لرواية ثالثة في نابلس بفلسطين فيما ردد البعض أنه دفن بجوارخليل الله إبراهيم أو أبيه يعقوب دون أن يستطيع أحد ان حسم مصير مكان الدفن، ومن المهم هو الإشارة إلي أنه وبعد أن منّ الله على نبى الله يوسف عليه السلام وأعطاه من النعيم في الدنيا فقد اشتاقت نفسه للقاء الله عز وجل وقيل بأنه هو أول نبي تمنى الموت.

وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالي ” رب قد آتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليى فى الدنيا والآخرة توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين ” ولكن فى النهاية ما هى صحة الرواية القائلة بأن النبي يوسف عليه السلام قد تزوج من زليخة بعد خروجه من السجن؟ وهنا فلم نقف على دليل يثبت ما ذكره بعض المفسرين في قصة يوسف عليه السلام من أنه تزوج امرأة العزيز أو زليخا، ولعل مصدر المفسرين في ذلك هو إسرائيليات، فقال ابن كثير، وأكثر أقوال المفسرين هاهنا متلقى من كتب أهل الكتاب، فالإعراض عنه أولى، وقد عقب القرطبي في تفسيره على قصة زواج نبى الله يوسف عليه السلام بعد ذكرها بقوله، فالله أعلم، مما يوحي بأنها غير ثابتة، وعلى كل حال فكونه تزوجها أو لم يتزوجها لا يترتب عليه حكم ولا ينبني عليه عمل، ولو كانت لنا في ذلك فائدة لقصه علينا الله تعالى كما قص علينا غيره من العبر كما أنه لم يذكر في القرآن الكريم صراحة مصير السيدة زليخة وزواجها من نبى الله يوسف عليه السلام من عدمه لم يرد ذلك في الأحاديث النبوية الشريفة كذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock