الذكرى الطيبة

بقلم احمد زايد
تمر السنين والأعوام ويمضي بنا الزمان، لتدق أجراس الوداع فنمضي تاركين خلفنا لحظات جميلة، لتبقى ذكرى طيبة والذكرى هي من الأشياء الجميلة حينما نجلس مع الأشخاص التي كانت معهم الحياة جميلة ونبدأ نرجع بالذاكرة إلى أيام الطفولة والأيام الجميلة الذكرى الطيبة والجميلة، ودماثة الأخلاق والتواضع وحب الآخرين، سمات يتمنى كلُّ شخص أن يكون له نصيب منها. باب وكلُّ إنسان سوف يمر من خلاله .. الطفل الصبي .. الكبير في السن، الغني، الفقير. آجال مكتوبة .. قال تعالى: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} “الرعد38″نغادر الدنيا ومتاعها، لا نعلم كم المدة التي سوف نعيشها .. هادم اللذات آتٍ لا محالة! ففي الآخر قضاء وقدر ولا بدّ من تقبُّل أمر الله. حفظك الله اخى قارئ المقالة واطال عمرك فى طاعة الله وامدك بالصحة وموفور العافية لكن السؤال الأهم ماذا يبقى بعد رحيل الإنسان ومفارقته الدنيا؟ هل ترك شيئاً للناس،و هل ترك ذكرى طيبة ؟هناك أصحاب رؤوس الأموال. والأغنياء . منهم من يتصدّق ويعطف على الآخرين وينفق من أمواله للمساكين فهناك الجمعيات الخيرية وكفالة الأيتام وبناء المساجد والصدقات
و الذكرى الطيبة هي من أجمل الصفات التي يحصل عليها الإنسان سواء في حياته أو مماته، فهي من خصائص الأنبياء والمرسلين. و صاحب الذكرى الطيبة سعيد في الدنيا والآخرة. وعلينا أن نراجع ونحاسب ونجاهد أنفسنا ولننظر إلى عيوبنا قبل أن نراها في الآخرين، فالسعيد الحقيقي من عمل صالحاً وكفّ عن أذى الناس وجعل أخلاقه وسماته الجميلة ذكرى عطره عند الآخرين بعد وفاته…اللهم اجعلني من اصحاب الذكرى الطيبة في قلوب البشر وتذكر إن العمل الصالح والذكرى الطيبة تبقيان للإنسان حتى بعد موته فما أصعب لحظات الفراق التي تبعد عنا من تعلقت قلوبنا بهم حباً وصلة، ومن عشنا معهم أحلى الأيام وجمعتنا بهم خير المواقف وأطيب الذكريات، نهلنا من تجاربهم وخبراتهم، واستفدنا من معارفهم ورؤاهم، ثم فجأة يرحلون بصمت، فنبكيهم بمرارة وحسرة ولا نملك لهم إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة، ولا نملك إلا أن نذكر محاسنهم، ونسترجع ذكراهم الطيبة. فالعاقل يتأمل في حال الدنيا، وأنها قصيرة، وأنه راجع إلى ربه، فيجعله هذا يتوب إلى اللـه ويحسن العمل والمعاملة، فينفعه عمله في قبره، ويذكره الناس بالخير.. وسئل حكيم: لماذا تحسن إلى من أساء إليك؛ وتصل من يقاطعك؟ فقال: لأني بالإحسان أجعل حياتهم أفضل، ويومي أجمل، ومبادئي أقوى، وروحي أنقى، ونفسي أصفى، وأترك أثرًا طيبًا لمن بعدي. لتصبح ذكرى طيبة عزيزي القارئ الهدف من كتابة المقالة أن تترك أثرًا طيبًا.. حيثما كنت.. وجميل أن تترك أثرا من بعدك.. دع لك أثرا في كلمة حق أو تشجيع أو نصيحة أو مواساة. اترك بقايا عطرك في مجلس جلسته فتحدثت بالخير الذي يجمع الآخرين ويقرّبهم- لأجل هذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعليٍّ رضي الله عنه: ((والله لأَنْ يُهدَى بك رجل واحدٌ، خيرٌ لك مِن حُمْر النَّعَم))؛ متفق عليه.( حمر النّعم هي الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب، يضربون بها المثل في نفاسة الشيء، وأنّه ليس هناك أعظم منه، وكأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يريد أن يذكر للناس أنّ هداية رجلٍ واحدٍ خير للمرء من أن ينال أعظم أموال الدنيا وهباتها ومتاعها، فكان هذا تشجيعاً وترغيباً منه؛ ليقبل المسلم على دعوة غيره إلى الله تعالى، فينال بذلك الأجر العظيم.)
ومن الذكرى الطيبةْ علمًا نافعًا تنعَمْ في قبرك ويَزِدِ اللهُ في أجرك، وانظُرْ كم انتفع خلقٌ لا يحصيهم إلا الله تعالى بكتابٍ مثلِ صحيح البخاري، ولا ريب أن كل قارئٍ حديثًا أخرجه البخاريُّ للبخاري رحمه الله فيه مِن الأجر والثواب الحظُّ الكبير. احرص ان يكون لك ذكرى طيبة في قلوب الناس اعلم ان الأيام صحائفُ الأعمال، فخلِّدها بأحسن الأحوال، والفُرَص تمرُّ مرَّ السَّحاب، ومَن استوطأ مركبَ العَجز عثَر به، وإذا اجتمع التسويفُ والكسلُ، تولَّد بينهما الخسران. وقال أمير الشعراء أحمد شوقىِ:
دقات قلب المرء قائلة له****إنّ الحياة دقائق و ثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها****فالذكر للإنسان عمر ثاني