دين ودنيا

الدكروري يكتب عن عندما اجترأت قريش علي الرسول

الدكروري يكتب عن عندما اجترأت قريش علي الرسول

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان من صفات النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم هو تواضعه وعدم تعاليه وتكبّره على الناس أو الانتقاص من قيمتهم، ذلك كما أمره الله سبحانه وتعالي، فالتواضع من الأسباب التي ملك القلوب وتأليفها، وكان يجلس بين الصحابة دون أن يميّز نفسه بأي شيء، ولا يترفع على أي أحد منهم، إذ كان يخرج في الجنائز، ويزور المرضى، ويجيب الدعوة، وكذلك أيضا حفظه للسانه صلي الله عليه وسلم وعدم نطقه بالسيء والقبيح من الأقوال، فلما توفي أبو طالب، اجترأت قريش علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونالت منه، فخرج إلى الطائف ومعه زيد بن حارثة، وذلك في ليال بقية من شوال سنة عشر من حين نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقام بالطائف عشرة أيام لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه.

ومنهم سادة ثقيف وأشرافهم، وهم عبد يا ليل، ومسعود وحبيب بنو عمرو بن عمير بن عوف، فجلس إليهم فدعاهم إلى الله، وكلمهم لما جاءهم له من نصرته على الإسلام والقيام معه على من خالفه من قومه، فقال أحدهم هو يعني نفسه، يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك، وقال الآخر أما وجد الله أحدا أرسله غيرك؟ وقال الثالث والله، لا أكلمك أبدا، لئن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله، ما ينبغي لي أن أكلمك، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم، وقد يئس من خير ثقيف، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، وألجأوه الى حائط لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وهما فيه، ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه.

فعمد الى ظل حبلة من عنب فجلس فيه، وابنا ربيعة ينظران اليه، ويريان ما يلقى من سفهاء أهل الطائف، فلما اطمأن قال فيما ذكر “اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك” وكان عندما وقعت الهزيمة في صفوف المسلمين، وقتل سبعون من عظماء الصحابة، وفر من فر منهم، وقد سرت شائعة بموت الرسول صلى الله عليه وسلم.

لكن سرعان ما تأكد المسلمون من كذبها، وإن كان هذا لا ينفي حقيقة أن إصابات طالت جسد النبي الشريف صلى الله عليه وسلم، حتي إنه اشتكي منها شهرا بعد أحد، وهكذا كانت من سمات النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم هو احترامه للكبير وعطفه على الصغير، فكان صلي الله عليه وسلم يقبّل الأطفال ويحنو عليهم، وأيضا حياؤه من ارتكاب الشرور من الأعمال، وبذلك لا يقع العبد بأي عمل لا تحمد عواقبه، ولقد اختلفت الروايات التي حددت تاريخ رحلة الإسراء والمعراج فقيل إنها كانت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من السنة العاشرة من النبوة، ومنهم من قال بأنها كانت بعد البعثة بخمس سنوات، وكانت الرحلة بحيث أسري برسول الله صلي الله عليه وسلم من البيت الحرام في مكة المكرمة إلى بيت المقدس.

على دابة تسمّى البراق برفقة أمين الوحي جبريل عليه السلام، ثم عُرج به إلى السماء الدنيا حيث التقى بأبو البشر آدم عليه السلام، ثم إلى السماء الثانية والتقى بنبي الله يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم عليهما السلام، ثم إلى السماء الثالثة التي رأى فيها نبي يوسف عليه السلام، ثم التقى بنبي الله إدريس عليه السلام في السماء الرابعة، ونبي الله هارون بن عمران عليه السلام في السماء الخامسة، ونبي الله موسى بن عمران في السماء السادسة، والخليل إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة، وتم السلام بينهم وإقرارهم بنبوة المصطفي صلي الله عليه وسلم ثم رُفع بالنبي المصطفي صلي الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى، وفرض الله تعالي عليه خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس صلوات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock