مقالات

 الدكروري يكتب عن الخروج علي معاوية والإمام علي

 الدكروري يكتب عن الخروج علي معاوية والإمام علي

 الدكروري يكتب عن الخروج علي معاوية والإمام علي
بقلم محمد الدكـــروري
لقد دخل عمرو بن العاص مصر ووليها بعد محمد بن أبي بكر الصديق ومهد أمورها‏، ثم خرج منها وافدا على معاوية بالشام واستخلف على مصر ولده عبد الله بن عمرو بن العاص وقيل خارجة بن حذافة، وحضر أمر الحكمين ثم رجع إلى مصر على ولايته ودام بها إلى أن كانت قصة الخوارج الذين خرجوا لقتل علي ومعاوية وعمرو هذا‏،‏ فخرج عبد
inbound3170933323850005070
الرحمن بن ملجم لقتل الإمام علي رضي الله عنه، وقيس إلى معاوية ويزيد إلى عمرو بن العاص وسار الثلاثة كل واحد إلى جهة من هو متوجه لقتله وتواعد الجميع أن يثب كل واحد على صاحبه في السابع عشر من شهر رمضان فأما عبد الرحمن فإنه وثب على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتله، وأما قيس فوثب على معاوية، وضربه فلم تؤثر فيه الضربة. 
غير أنه جرح وأما يزيد فإنه توجه إلى عمرو بن العاص هذا فعرضت لعمرو علة تلك الليلة منعته من الصلاة فصلى خارجة بالناس فوثب عليه يزيد يظنه عمرا فقتله وأخذ يزيد وأدخل على عمرو بن العاص فقال يزيد‏،‏ أما والله ما أردت غيرك فقال عمرو‏ بن العاص ولكن الله أراد خارجة فصار مثلا،‏ أردت عمرا وأراد الله خارجة‏،‏ وأقام عمرو بعد ذلك مدة طويله حتى مات بها، وقيل‏ إنه لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال له ابنه عبد الله‏‏ أتبكي جزعا من الموت فقال‏‏ لا والله ولكن مما بعده وجعل ابنه يذكره بصحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتوحه الشام فقال عمرو‏‏ تركت أفضل من ذلك‏‏ شهادة أن لا إله إلا الله، إني كنت على ثلاثة أطباق ليس منها طبقة إلا عرفت نفسي فيها‏ كنت أول شيء كافرا. 
وكنت أشد الناس على رسول صلى الله عليه وسلم، فلو مت حينئذ لوجبت لي النار فلما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت أشد الناس منه حياء ما ملأت عيني منه فلو مت حينئذ لقال الناس‏ هنيئا لعمرو أسلم على خير ومات على خير، أحواله ثم تلبست بعد ذلك بأشياء فلا أدري أعلي أم لي فإذا أنا مت فلا يبكى علي ولا تتبعوني نارا وشدوا علي إزاري فإني مخاصم فإذا أوليتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها أستأنس بكم حتى أعلم ما أراجع به رسل ربي‏،‏ وفي رواية‏ أخى قيل‏ أنه بعدها حول وجهه إلى الجدار وهو يقول‏‏ اللهم أمرتنا فعصينا ونهيتنا فما انتهينا ولا يسعنا إلا عفوك‏، وفي رواية‏ أخرى أنه وضع يده على موضع الغل من عنقه ورفع رأسه إلى السماء وقال‏ اللهم لا قوي فأنتصر ولا بريء فأعتذر. 
ولا مستكبر بل مستغفر لا إله إلا أنت فلم يزل يرددها حتى مات رضي الله عنه‏، وعن عبد الله بن عمرو أن أباه قال‏‏ اللهم أمرت بأمور ونهيت عن أمور فتركنا كثيرا مما أمرت ووقعنا في كثير مما نهيت‏، اللهم لا إله إلا أنت‏، ثم أخذ بإبهامه فلم يزل يهلل حتى توفي‏، وقال الشافعي رضي الله عنه دخل ابن عباس على عمرو بن العاص وهو مريض فقال‏‏ كيف أصبحت قال‏ أصبحت وقد أصلحت من دنياي قليلا وأفسدت من ديني كثيرا‏، فلو كان ما أصلحت هو ما أفسدت لفزت‏، ولو كان ينفعني أن أطلب لطلبت ولو كان ينجيني أن أهرب لهربت‏، فعظني بموعظة أنتفع بها يا بن أخي، فقال‏ هيهات يا أبا عبد الله‏، فقال‏ اللهم إن ابن عباس يقنطني من رحمتك فخذ مني حتى ترضى‏،‏ وكانت وفاة عمرو بن العاص في ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وأربعين فصلى عليه ابنه ودفنه ثم صلى بالناس صلاة العيد‏.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock