أخبار مصر

وقفه مع السعادة الحقيقية ” الجزء الأول “

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى
إن كلمة السعادة تحمل الكثير من المعاني، فهي لا تقتصر فقط على شعور أو إحساس معين، وإنما يمتد بها الأمر لما أبعد من ذلك، حيث تمثل لدى الغالبية العظمى من الناس هدفا يسعون دوما لتحقيقه والوصول إليه، ويسلكون العديد من الطرق في سبيل الوصول لهذا الهدف، ولكن لا بد من القول بأن معنى السعادة يختلف من شخص لآخر، إذ إن البعض يرون السعادة في امتلاك سيارة أو طفل أو بيت أو وجبة طعام، في حين أن الكثير يرون أن السعادة تتجلى في أشياء بسيطة قد لا تكون ملموسة كاهتمام شخص ما بهم، أو سماعهم كلمة جميلة من محبيهم، أو الذهاب لمنطقة خلابة، والجدير ذكره أنه بالرغم من وجود هذه الفروقات بين الأفراد.
إلا أن العديد منهم يجتمعون على أسباب مشتركة للسعادة، وإن من أسباب السعادة هو صنع المعروف أو الأعمال الخيرية المختلفة، والابتسامة في وجه الآخرين، ومقابلة الشر بالخير أو كما تسمى بمقابلة الإساءة بالإحسان، وكذلك التخلص من الفراغ والوحدة، وبالتالي إلهاء النفس، والتخلص من المشاعر السلبية المختلفة مثل الحزن، والتوتر، والغضب، والابتعاد عن النميمة والحسد والغيرة، والابتعاد عن إرضاء الناس، وتعليم النفس على أن رضا الناس غاية لا تدرك، وحب الإنسان لغيره، والصلاة والخشوع، وتقبل النقد البناء من الآخرين، وطرق زيادة السعادة تحسين العلاقة مع الله عز وجل حيث يعتبر الدين هو أحد الأسباب التي تساعد على خدمة الإنسان روحيا.
إذ جاءت الأديان الثلاث لتحسين وتوطيد العلاقة مع الله تعالى، حيث تقوم على إدخال الراحة والسكينة إلى النفس، كما تمحنه القوة والإحساس بالسعادة، لذلك فإن الأشخاص الصالحين يكونون أكثر الناس فرح وسعادة، رغم أنهم يواجهون العديد من الصعوبات والمتاعب في الحياة، وكذلك المعرفة والتثقيف حيث تعتبر المعرفة هي أكثر الطرق المتبعة للحصول على السعادة، إذ إن قراءة الكتب تمنح الفرد شعورا بالفرح والابتهاج، والسبب أنه يستطيع التأقلم مع غيره، كما يعدل ويحسن من أفكاره، كما تزيد ثقته بنفسه، بالإضافة إلى قدرته على تحديد مساره في الحياة، والانتفاح الروحي والقلبي يجب عل الإنسان أن يكون منفتحا ومستمعا للأوامر التي تصدرها روحه.
والسبب أنها الطريق الوحيد التي تدعم وتقوي قدرته على اتباع مناهج الحياة المختلفة، وبالتالي فإنها تزيد شعوره بالسعادة، وكذلك علاقة الرجل والمرأة حيث تعتبر العلاقة بين الرجل والمرأة من أكثر العلاقات التي تقود إلى السعادة، فيرى الرجل أن المرأة تلعب دورا رئيسيا في إسعاده، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة، وبالتالي إذا كانت علاقتهما ناجحة وسليمة، فذلك سيحقق لهم السعادة في حياتهم، وكذلك مرافقة الأصدقاء الصالحين، حيث يعتبر الإنسان من الكائنات الاجتماعية، لذلك لا يقدر على العيش وحده أو منعزلا عن الآخرين، لذلك يجب عليه تكوين الصداقات والعلاقات معهم، وخصوصا إذا اختار الأصدقاء الإيجابيين والمشجعين، وأيضا استغلال لحظات الحياة.
حيث يجب على الإنسان استغلال كل لحظة تمر عليه في حياته، كما يجب عليه ألا يقلل من نفسه وشأنه أمام الآخرين، بل المضي نحو الأمام والتقدم نحو الأهداف والطموحات المختلفة، وهكذا فإن السعادة كلمة خفيفة على اللسان، حبيبة إلى قلب كل إنسان، وهي شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير, وما من إنسان إلا وهو يسعى إلى تحقيقها في حياته، فأكثر الناس يظن أن السعادة في المال والثراء، ومنهم من يتصور أن السعادة في أن يكون له بيت فاخر وسيارة فارهة، ومنهم من يعتقد أن السعادة في كثرة الأولاد والأحفاد أو تكون له وجاهة في المجتمع، أو يتبوأ أعلى المناصب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock