مقالات

الدكروري يكتب عن هؤلاء شفعاؤنا عند الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الله سبحانه وتعالي يريد لعباده أن يعرفوه ويخشوه ويخافوه، ولذلك نجد في القران الكريم كثيرا من الآيات التي تصف لنا شدة عذاب الله، وقوة بطشه وسرعة أخذه، وأليم عقابه، وما أعد من العذاب والنكال للكفار، وذكر لنا النار وأحوالها وما فيها من الزقوم والضريع والحميم والسلاسل والأغلال، وهذه المواعظ لا يتعظ بها إلا الخائفون من ربهم والمشفقون من عقابه، فأين القلوب الممتلئة بخوف الله وخشيته؟ أين القلوب التي ذلَّت لعزت الجبروت وخشعت لصاحب الملكوت؟ ولنعلم جميعا أن الإنسان يولد علي فطرة الله السمحه النقية، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ” ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” ولم يقل أو يمسلمانه لأنه وُلد مسلما ولهذا قال العلماء الأطفال كلهم في الجنة إذا ماتوا.
حتى أطفال الكفار على الصحيح، ويبين الله سبحانه وتعالى في القرآن العظيم أن الذين يستغيثون بأصحاب القبور ويطلبون منهم الحاجات وتفريج الكربات وشفاء المريض ويعتقدون فيهم أنهم يعلمون الغيب ويدبرون الكون بحجة باطلة، هي حجة مشركي الجاهلية الذين يقولونه عن آلهتهم التي يعبدونها وهي أصنام ترمز لأنبياء مثل عيسى عليه السلام وصالحين مثل مريم عليها السلام وود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا، فيقولون ” هؤلاء شفعاؤنا عند الله” ويقولون ” ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى” ويبين الله سبحانه أن هؤلاء الذين يعبدون أصحاب القبور ولو كانوا أنبياء أو أولياء وكذلك الذين يعبدون شيوخ الضلال، يبين سبحانه أنهم كفار مشركون وإن كانوا يدّعون الإسلام وينطقون بالشهادتين ويصلون ويصومون ويحجون البيت.
وبهذا يتبين أن أعظم حقوق الإنسان التي تجب المحافظة عليها حماية له من الشقاء المحتوم في الدنيا والآخرة وحفظ عقيدته التي هي حق الله على عباده، وهي أن يعبده وحده لا شريك له، وبهذا يعلم جميع المشركين وفي مقدمتهم زعمائهم أنهم قد أضاعوا أعظم حقوقهم وهو عدم دخولهم في الإسلام وتحكيم الشريعة الإسلامية التي جاءت في القرآن العظيم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس أجمعين وهو محمدصلى الله عليه وسلم وكان الواجب الأكبر على كل عاقل في العالم رئيس أو مرؤوس أن يعمل إلى جانب إنقاذ نفسه على إنقاذ الإنسان المنحرف عن عقيدة الإسلام، بدعوته إلى الدخول فيه وتعلم القرآن العظيم وسنة سيد المرسلين محمدصلى الله عليه وسلم والعمل بذلك لكي يسعد في الدنيا والآخرة لأنه لا سعادة للإنسان إلا بتحرره من عبادة المخلوق.
إلى عبادة الخالق وهو الله رب العالمين، الإله الحق وحده لا شريك له، ونأتي إلى حق آخر من حقوق الإنسان، وهو حرية العقيدة والاعتقاد، فنجد هذه الحرية مصونة في الإسلام، فالدين مِن الضروريات التي يحفظها الإسلام لبنى البشر أيا كانت ديانتهم وعقيدتهم، فلا إكراه لأحد على اعتناق عقيدة معينة، فقال الله تعالى فى سورة البقرة ” لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى” وقد فتح المسلمون البلاد والأمصار، ولم يُسجل عليهم التاريخ حادثة إكراه واحدة من أجل تغيير العقيدة، بل إن أهل الذمة قد عاشوا في ظل الإسلام حياة سعيدة ومارسوا فيها حريتهم الكاملة في الاعتقاد وإقامة شعائرهم، وهذا هو المنهج الذي رسمه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للأمة، وسار عليه، وهو منهج يقوم على الحرية الدينية في أرحب مفاهيمها، فما عليه إلا بيان الحق للناس وتذكيرهم به، ومن شاء منهم فليؤمن، ومن شاء فليكفر، حيث قال تعالى فى سورة الكهف ” وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock