دين ودنيا

وقفه مع كيف نستمطر الرحمات الربانيه؟؟ ” الجزء التاسع “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع كيف نستمطر الرحمات الربانيه ؟ وإن أعظم سبب لرضوان الله عز وجل هو التمسك بدين الإسلام، والاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، ومن أسباب رضا الله هو العمل الصالح والعمل الصالح يتمناه المحتضر في سياقة الموت، ويتمناه أهل النار حين يلقون فيها ويصب من فوق رؤوسهم الحميم، والعمل الصالح الذي يرضاه الله عز وجل هو كل عمل مشروع جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأمر به، فقال عليه الصلاة والسلام “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” فلا بد أن يكون هذا العمل عليه أمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ليكون صالحا، وإن أولى الأعمال الصالحة أن تحرص على ما افترضه الله عليك قولا وفعلا واعتقادا كالشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة والصوم والحج والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإحسان إلى الوالدين وإلى الأرحام، والصدق وحفظ الأمانة والعدل والتوكل والتقوى، والتعاون على البر والتقوى.

وغير ذلك من صالح الأعمال، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركب مسافرا أن يقول “اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والقوى ومن العمل ما ترضى” والذي يوفق للعمل الصالح المرضي يوفق للقبول ويوفق للعافية في الدنيا والآخرة، ومن أسباب رضا الله خشيته سبحانه، وخاصة في الغيب، ومن علامة الإيمان هو الخوف من الله والخشية عند ذكر الله عز وجل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة” رواه الترمذى، والذين ينتفعون بالذكر والتذكير هم الذين يخشون ربهم سبحانه وتعالى، وإنه لعجيب حالنا فإذا كان الصم الجبال وصلابة الحجارة تتصدع وتهبط من خشية الله، فما بالنا نحن الضعفاء لا نخشى الله، ومن الأسباب التي ترضي الله عنك الاتباع الحسن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم”عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور” ومن أسباب رضا الله تعالى قول الخير.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم” وهذا الجزاء لمن تكلم بكلام لا يلقي له بالا، فما ظنكم لو كان بحسن نية أو كان بسوء نية قد ألقى له بالا؟ لا شك أن الجزاء سيكون أعظم وأكثر، ومن أسباب رضا الله تعالى شكره سبحانه، وفي حديث الثلاثة من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى قال في آخر الحديث للأعمى الشاكر “قد كنت أعمى فرد الله عليّ بصري وفقيرا فأغناني، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله، فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك” ومن أسباب رضا الله تعالى الصدق في القول والعمل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم”إن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا” وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه “عليكم بالصدق، فإنه مع البر وهما في الجنة”

وقال بعضهم “ثلاث لا تخطئ الصادق الحلاوة، والملاحة، والهيبة” ولقد حاز مرتبة الصديقية أبو بكر الصديق رضي الله عنه، لصدقه وتصديقه وجهاده وإيمانه وثباته، فقال تعالى ” والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون” وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه “والذي نفسي بيده إن الله سمّى أبا بكر في السماء صدّيقا” وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه يقول “ثلاث أنا فيهن قوي، وفيما سواهن ضعيف ما صليت صلاة منذ أسلمت فحدثت نفسي حتى أفرغ منها، ولا شيعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما هي قائلة وما هو مقول لها حتى يفرغ من دفنها، وما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إلا علمت أنه حق” وقال سعيد بن المسيب “ما ظننت أن هذه الخصال تجتمع إلا في النبي صلى الله عليه وسلم” فعلينا أن نلزم الصدق في الأقوال والأعمال وسائر الأحوال، وأن نخلص في تحري الصدق، ومن أخلص في تحري الصدق وفقه الله لذلك، وأحبه وهداه ورضي عنه، ومن أسباب رضا الله تعالى هو إرضاء الوالدين.

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد” رواه الترمذى والمراد بالوالد الأب والأم، فقال الله عز وجل ” أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير” فاحرص على إرضاء والديك والبر بهما “وقل ربى ارحمهما كما ربيانى صغيرا” وبرهما في الحياة وبعد الوفاة أوجب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “دخلت الجنة فسمعت قراءة فقلت من هذا؟ فقيل حارثة بن النعمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “فذالكم البر فذالكم البر” وكان أبر الناس بأمه، رواه أحمد وغيره، وفي صحيح مسلم عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال “إن خير التابعين رجل يقال له أويس، وله والدة هو بها بار، وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم” وأويس الذي منعه من القدوم على النبي صلى الله عليه وسلم هو برّه بأمه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه” رواه مسلم، ومن أسباب رضا الله تعالى هو الإكثار من ذكره سبحانه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock