مقالات

الدكروري يكتب عن مواساة السيدة خديجة لرسول الله

الدكروري يكتب عن مواساة السيدة خديجة لرسول الله

الدكروري يكتب عن مواساة السيدة خديجة لرسول الله 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم الذي شارك في شهر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة حيث حاصر النبي صلى الله عليه وسلم بني قريظة آخر قبائل اليهود في المدينة فقتل رجالهم وسبى ذريتهم ونساءهم وذلك لنقضهم العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم وأورث الله نبيه
inbound6121987081423401121
والمؤمنين أرضهم وديارهم وأموالهم وكما كان في شهر ذي القعدة من السنة السادسة كانت غزوة الحديبية التي كانت فيها بيعة الرضوان حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ألف وثلاثمائة رجل من أصحابه يريد العمرة فصده المشركون عن البيت مع أن عادتهم الا يصد أحد عن بيت الله ولكن للحمية الجاهلية والعصبية الكافرة منعوا أحق الناس به. 
فمنعوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن يتمموا عمرتهم فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم عثمان بن عفان ليفاوضهم فأشيع أنه قد قتل فبايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه لقتال قريش وفي ذلك أنزل الله ” لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما” أما بعد فإن من أعظم المواساة هو مواساة السيدة خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها، قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها، فأحسن الثناء، قالت فغرت يوما، فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق، قد أبدلك الله عز وجل بها خيرا منها، قال “ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها، 
قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء” رواه احمد، وأيضا مواساة أبي بكر الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟” مرتين، فما أوذي بعدها رواه البخاري، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن مم أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي، لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته،لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ، إلا باب أبي بكر” رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر” رواه الترمذى، إن تعاليم الشريعة الإسلامية تهدف إلى تحقيق التكافل بين الأفراد في جميع نواحي الحياة، والفرد في المجتمع المسلم جزء من كل، فإن الفرد مسؤول عن الجماعة، والجماعة مسؤولة عنه، فهل بعد هذه الكفالات والضمانات الموجودة في الشريعة الإسلامية المباركة، نحتاج إلى البحث عن ضمانات أخرى أو قوانين بشرية تنظم لنا أمور حياتنا وتؤمن لنا مستقبل حياتنا؟ فيمكن أن نوجز ثمرات المواساة في أن المواساة تكسب المسلم حب الله تعالى، ثم حب الناس، وأنها دليل حب الخير للناس، وأنها تشيع روح الأخوة الصادقة بين المسلمين، وتقوي العلاقات بين جميع المسلمين، وتساعد على قضاء حاجات المحتاجين.
وتدخل السرور على المسلم، وتجعل صاحبها من المسرورين يوم القيامة، وأن المواساة من أحب الأعمال الصالحة إلى الله تعالى، وأن المواساة تدعو إلى الألفة، وتؤكد معنى الإخاء، وتنشر المحبة بين أفراد المجتمع، وأن المواساة تذهب الحسد، وتميت الأحقاد من قلوب الناس، وإن الذين يسعون إلى تقرير المواساة، والتكافل الاجتماعي لن يجدوا تكافلا اجتماعيا أعظم من كفالة الإسلام لغير المسلمين، الذين يعيشون على أرضه، وفي ظل عدل الإسلام وسماحته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock