عبدالرحمن البدوي يكتب.. العلم سلاح العصر

العلم سلاح العصر
بقلم.. عبدالرحمن البدوي
ما زالت حرب أكتوبر واحده من أعظم حروب الجيل وشاهدة على قدرة وعظمة الإنسان المصري الذي إستطاع عبور أعظم ممر مائي بالعالم وتدمير أقوى خط دفاعي عرفه العالم ! فحينما نرى القوات الألمانية التي أحتلت أغلب أوروبا عاجزة عن إقتحام خط ماجينو ( أعظم خط دفاع وقتها ) وإضطرت للإلتفاف حوله ولم تستطع دخوله إلا حينما أسقطت العاصمة باريس وأرغمت الجنود في الخط الدفاعي على الإستسلام ونرى كيف أن القوات المصرية إقتحمت خط بارليف (الذي كان أكثر تحصينا وأقوى دفاعيا من خط ماجينو ) الذي قيل عنه أنه يحتاج لقنبلة نووية ! ،
اذا سئلت أحدهم عن أبطال حرب أكتوبر ، فلا شك سيتردد على أسماعك سعد الدين الشاذلي الذي وضع خطة العبور ، محمد عبدالغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحه ، فؤاد نصار رئيس المخابرات الحربي ، باقي زكي يوسف صاحب فكرة إستخدام رشاشات المياه لإنزال الساتر الترابي ، حسن علي أبو سعده قائد الفرقة الثانية مشاه ( مع حفظ الألقاب ) … وغيرهم الكثير الكثير ممن ضحو في حرب أكتوبر العظيمة !
ولكن القليل من يعرفون دور هذا البطل المصري العالم الدكتور محمود يوسف سعاده ، الذي خلد أسمه بحروف من ذهب ليبقى شاهدا على عظمة وعبقرية العقل المصري .
بداية قصتنا كانت بعد ان طرد الرئيس أنور السادات الخبراء السوفيت بسبب خلافات عام ١٩٧٢ ، أستنكر السوفيت ما فعله الرئيس السادات ، فقررو معاقبته بحرمان مصر من الوقود اللازم لتشغيل منظومات الدفاع الجوي ، بمعنى حرمان القوات المسلحه من أهم عامل بل العامل الوحيد الذي كان السر في إنتصارتا بحرب أكتوبر وهو تغطية القوات البرية وحمايتها من طائرات العدو ، حيث إن قواتنا الجوية لم تكن تقارن بقوات العدو التي كانت تفوقنا بمراحل ! فكانت خطة حرب أكتوبر تعتمد بشكل أساسي وكلي على حائط الصواريخ المنيع الذي كان يحمي الجنود من طيران العدو ، ولكنها تصبح عديمة الفائدة دون وقودها اللازم لتشغيلها ! أصبحت مصر في وضع حرج وأصبح السادات في وضع لا يحسد عليه ، فإن هذا يعني خسارة مصر الحرب وربما خسارة أرض مصر أيضا ! كانت الحالة العامة داخل القيادة المصرية مضطربة ! فأستنجد السادات بالورقة الرابحه التي كانت أساس النجاح والتوفيق بعد الله سبحانه وتعالى وهي *العلم* ، الذي تعتمد عليه دول العالم الكبرى وجيوشها في بسط هيمنتها وقدرتها
الدكتور محمود يوسف سعاده شاب مصري في ال ٣٥ من عمره يعمل بالمركز القومي للبحوث ، تم تكليفه على رأس مجموعه علمية لفك شيفرة ذلك الوقود الذي حرمه الإتحاد السوفيتي عن مصر ، وبعد شهر من التكليف وفي شهر يوليو ( أي قبل الحرب بشهرين ) إستطاع العالم المصري الفذ التوصل لشيفرة الوقود وأبلغ القيادة وتم بالفعل إنتاج ٤٥ طنا من الوقود وفجأه إستطاعت مصر أن تلتقط أنفاسها بعد ان كادت تنفجر ! فكان الدكتور محمود سعاده أحد أسباب تدمير ما يزيد عن ٣٠٠ طائرة من طائرات العدو الأكثر حداثه وقتها !
إذاً ما أكسبنا في حرب العبور العظيم كان السلاح الأخطر على وجه الأرض ، فلا تتعجب عندما نجد أن دولا عظمى مثل الصين وأمريكا ودول الإتحاد الأوروبي تنفق مئات المليارات من الدولارات سنويا من ناتجها القومي على البحث العلمي وخصوصا الولايات المتحده الأمريكيه اللي تمتلك واحده من أقوى المؤسسات في البحث العلمي للإستخدام العسكري والمعروفه بإسم (Defense Advanced Research Projects Agency) أو إختصارا (DARPA) !! لك ان تتخيل أن دويلة بحجم دولة الإحتلال تنفق سنويا على ميزانية البحث العلمي ما تنفقه جميع الدول العربية مجتمعه !
سلاح العصر هو العلم ، من يعرف أكثر يملك القوه فأمه بلا علم هي أمه فانيه لا محال .