سالم هاشم يكتب | مشاهد في عصر الكورونا

المدينة الحزينة
مدينتي ذات التصميم الفرنسي تسكنها أناس طيبين ،كلهم يأكلون من باطن البحيرة التي تستمد حياتها من البحر العظيم الذي ينتهى عندها ويبتدئ من أوربا ١٨٨٤ العام الذي حكي عنها المفكر العالمي( جول فيرن) .
تقع أقصى الشمال الشرقي للبلاد وقيل أنها البوابة الشرقية حسب موقعها المباشر علي المتوسط
تلك البحيرة التي تعيش عليها مدينتي الحزينة التي تقتات منها
الوجوه تشارك الشمس لونها حال المشقة ، مراكبها الشراعية تحكى التوكل علي فاطر البحيرة يسيرها برياحة كيفما شاء حيث مقصد الظن والرزق .
تدخل مدينتي تجد لكنات مختلفه لكن فيها من الترابط ما أذاق الإستعمار مرارة قدومه بوطنية تمثلت في قلعة دافئة تحصن بها الفرعون المصرى (بطل الحرب والسلام).
مدينتي خصباء تطرح أرضها الشباب والشيب فيها بياض يزين لياليها.
تمر بها المحن فتمسك بالصبر حتي الليلة السوداء وكأنه الدور المتعمد . كعادته فهي في ابتلاء دائم.
الغراب الأسود له جناحين كبيرين أولهما في المدينة الباسلة والثاني في مدينتي بينهما البحيرة التي تزأر وتثور المياه لتتعاقب الأمواج صارخة في الغراب الذي أبي المرور دون نعيقه الملعون الذي يفرز الوباء حتي تحولت المدينة رأسا علي عقب في حالة من الرعب.
حالة من التخبط تصيب الجميع ،حتي الشوارع الفارغة تتشح بالسواد وسكان المدينة مابين التصديق والتلفيق
الجميع يهرول ،يختطف (زوادته) مدفوعة الثمن ،يعود سريعا
هاجس الخوف يربكهم ،الكل يترقب ،حتي وقع المحذور علي الرؤوس التي سقطت مغشيا عليها بخبر اللعنة التي حلت بأحد سكانها لتعيش لتبدأ لياليها الحالكة وتصبح في عزلة تامة عن العالم.
الغراب الأسود ولعنته والداء اللعين أبكى مدينتي وهي الآن تتضرع إلي ساكن السماء
من كتاب:مشاهد في عصر الكورونا
تأليف :سالم هاشم