مقالات

مـن الـذي يـبـقـي الأطفــال علي قـيــد الحـيــاة ؟

بقلم – محمود دياب

نشرت مجلة التوجية العلمي”Science Direct” التي تحتوي علي أكثر من مليون ونصف
بحثا وكتابا ومنصة Elsevier الرئيسية للآداب العالمية وهي من أشهر المجلات في العالم
والتي تصدر في نيوزيلانـدا منذ عام 1880 حيـث أصدرت دراسة عجيبة وغريبة عنوانها من
الذي يبقي الأطفـال على قيد الحياة؟ وهي لمراجعة تأثيرات الأقارب على حياة الطفل

تخلص هـذة الدراسة الي: أنـة عندما تكون الفتـرات قصيـرة بـيـن إنجاب طفـل وآخـر فإنـة
يتعيـن على الأمهات رعاية العديد من الأطفال في وقـت واحد وهـذا يمثـل عبئـًا ثقيـلًا للغاية
على الأمهـات وهـذا ما يؤكـدة معظم علماء الأنثروبولوجـيا التطوريـة الآن لتربيتهـن بمفردهـن
وأنه يجـب عليهـن طلـب المساعـدة مـن الأقارب الآخريـن وذلك لتقاسـم تكالـيـف تربـيـة
الأطفـال واتضح من نتائج الدراسة أن وجود الأقارب يؤثرعلى معدلات بقاء الطفل علي قيد
الحياة .

وقد أوضحت الدراسة أن جميع الدراسات تظهر تأثير قريب واحد علي الأقل باستثناء الأم
علي تحسين معدلات بقاء الأطفال علي قيد الحياة ولكن يختلف الأقارب فيما إذا كانوا دائما
يفيدون الأطفال أم لا ومن المدهـش في هـذة الدراسة أن يكون تأثير الآباء ضئيل علي بقـاء الطفـل علي قيد الحياة حيـث أظهرت ثلـث الدراسات فقط أي آثار مفيدة بشكل عام

وتشير هذة المراجعة إلي أنة في حين أن المساعدة من الأقارب قد تكون سمة عالمية لتربية
الأطفال فإن المساعدة تعتمد علي الظروف البيئية

وتميل الجدات ( أم الأم ) الي تحسين معدلات بقاء الأطفال علي قيد الحياة وهي دراسات قليلة
الي حد ما بينما أظهرت الدراسة أن الجدات ( أم الأب ) تظهر تباينا أكبر الي حد ما في
تأثيرهن علي بقاء الأطفال علي قيد الحياة وتواجد أم الأم للمساعده يؤدي إلى تحسين معدلات
بقاء الأطفال علي قيد الحياة

ولكن أظهرت الدراسة مفاجئة وهي أن تواجد أم الأب لها تأثيرات أكبر في بقاء الطفل علي قيد
الحياة أكثر من تواجد أم الأم

ونجد في قانون الأحوال الشخصية المصري أنة يمنع الجدات ( أم الأب ) من مجرد رؤيه
الحفيـد أو معايشتـه أو استضافـته في حالة طلاق الأبوين وهي تعتبر جريمة في حق الأطفال

ولذلك بعدما وعـد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالخروج بتشريع قانون أحوال شخصية عادل
لكل الأطراف نطالب المشرعين في مجلس النواب بعدم إستبعاد العلم والعلماء والأخذ برأيهم
مع الاستفادة من خبراء الطب النفسي وتقديراتهم في مسألة الحفاظ علي النشئ ولا يستبعدون
من حلقات النقاش

وعلي رأسهم للعلم وليس الحصر أ د / صفية عفت أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس،
أ د / جمال شما أستاذ الطب النفسي جامعة طنطا، أد / جمال فرويـز أستشاري الطب
النفسي، أد / جمال سليمان أستشاري الطب النفسي، أد / مصطفي شحاتة أستشاري الطب
النفسي، والباحث والمحاضر الدولي الدكتور/ هشام ماجد صاحب أول بحث مصري معتمد
عالميا ومحكم عن قانون الأسرة المصرية بعنوان ( تمزق الأسره وقانون الأحوال الشخصية
المصري الحالي ) الذي نشر في مجلة الطب النفسي والاضطرابات النفسية أحدي إصدارات
مؤسسة تايمز العالميه الأمريكية.

فليس من المعقول أن تستشار جهات معينة ليس لها علاقة بالموضوع بينما يستبعد فيها مثل
هؤلاء القامات من أهل العلم في صياغة قانون أحوال شخصية ينظم مسائل الأحوال الشخصية
والمجتمعية من الممكن أن يكون الكل فيها خاسر

إن إهتمام مجلة علمية بنشر تلك الدراسة يعني تأكيدا علميا علي ضرورة رعاية الأسرة
وحماية إستقرارها وأولها الطفل ولتكن قضية الطفل خالية من كل المزايدات والضغوطات عند
وضع تشريع له فهناك مصلحة حقيقية للوطن تتمثل في إستقرار طفل وأسرة وهناك دول تقيم
قوة وضعف دول أخري بقياس تماسك الأسرة وحماية التشريع لأفرادها
رابط الدراسة :
https://www.sciencedirect.com/…/abs/pii/S1090513807001055

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock