أخبار مصر

الدكروري يكتب عن نصيحة قبل العيد

الدكروري يكتب عن نصيحة قبل العيد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 4 إبريل 2024

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد إن العيد على الأبواب، فإلى كل صائم وصائمة أوجه هذه العبارات، لعل الله تعالى أن يكتبها فى ميزان الحسنات، أقول وأنتم تشترون لأولادكم وبناتكم ملابس العيد، وحلويات العيد، تذكروا ذلكم الطفل اليتيم، الذى ما وجد والدا يشترى له ملابس العيد، ويبارك له بالعيد، ويقبله.

ويمسح على رأسه، قتل أبوه في جُرح من جراح هذه الأمة، وتذكروا تلكم الطفلة الصغيرة، حينما ترى بنات جيرانها يرتدين الجديد، وهي يتيمة الأب، إنها تخاطب فيكم مشاعركم، وأحاسيسكم، إنها تقول لكم أنا طفلة صغيرة، ومن حقى أن أفرح بهذا العيد، نعم، من حقى أن أرتدى ثوبا حسنا لائقا بيوم العيد، من حقي أن أجد الحنان والعطف، أريد قبلة من والدى، ومسحه حانية على رأسى، أريد حلوى، ولكن السؤال المر الذى لم أجد له جوابا حتى الآن هو أين والدى؟ أين والدى؟ فقدموا لأنفسكم، واجعلوا فرحة هذا العيد المبارك تعُم أرجاء بلادنا وبيوتنا، وإن من أعظم الجرم وإن من أكبر الخسران أن يعود المرء بعد الغنيمة خاسرا وأن يبدد المكاسب التي يسرها الله عز وجل في هذا الشهر الكريم.

وأن يرتد بعد الإقبال مدبرا وبعد المسارعة إلى الخيرات مهاجرا وبعد عمران المساجد بالتلاوات والطاعات معرضا فإن هذه الأمور لتدل على أن القلوب لم تحيا حياة كاملة بالإيمان ولم تستنر نورها التام بالقرآن وأن النفوس لم تذق حلاوة الطاعة ولا المناجاة، وأن الإيمان ما يزال في النفوس ضعيفا وأن التعلق بالله تعالى لا يزال واهنا لأننا على مدى شهر كامل دورة تدريبية على الطاعة والمسارعة إلى الخيرات والحرص على الطاعات ودوام الذكر والتلاوة ومواصلة الدعاء والتضرع والابتهال والمسابقة فى الإنفاق والبذل والإحسان ثم ينكس المرء بعد ذلك على عقبه، فإن ذلك أمر يدل على استحواذ الشيطان على الإنسان المؤمن وأن خنوس الشيطان فى رمضان فترة مؤقتة لم يتمكن الإيمان في القلوب والذكر في النفوس.

والصلة بالله عز وجل في كل آن، حتى تعصم المرء من وساوس الشيطان فيقول تعالى “إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم” فإن المسألة تحتاج إلى أن نتدبر في معناها ومغزاها إن المخالفة لله عز وجل والمعصية لأوامره والانتهاك لحرماته والتجاوز والتعدي على حدوده أمر عظيم تنخلع له قلوب المؤمنين الصادقين، وإنه كما قال سلفنا لا تنظر إلى صغر الذنوب ولكن انظر إلى عظمة من عصيت، وكان أحدهم يقول إن الكافر يرى الذنب كذبابة جاءت على أنفه فقال بها هكذا أي لا قيمة لها ولا يكترث بها ولا يصيبه الغم مما وقع فيه من المعاصى، أما المؤمن فإنه يرى الذنب كالجبل يوشك أن يقع عليه، فلا يزال في هم منه وفي استغفار دائم لله عز وجل منه وفي سعي دائب ودائم على أن يكفر ذلك الذنب وأن يجدد التوبة وأن يصحح النية لله عز وجل وأن يستزيد من الخيرات والطاعات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock