أخبار مصر

أنظر وتأمل أﻗﻮﻯ إﻋﺘﺬﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ من أبي ذر لبلال ابن رباح وكيف سامحه؟

بقلم//محمد واكد

أنظر إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ﺃﺑﻮ ﺫﺭ الغفاري لبلال ابن رباح رضي الله عنهما ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺗﺨﻄﺌﻨﻲ! ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻼﻝ ﻣﺪﻫﻮﺷﺎً ﻏﻀﺒﺎﻥ ﺃﺳﻔﺎً؛ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷرفعنك ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صل الله عليه وآله وسلم.
ﻓﺘﻐﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ صلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ثم قال: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ، ﺃﻋﻴﺮﺗﻪ ﺑﺄﻣﻪ؟! ﺇﻧﻚ ﺍﻣﺮﺅ ﻓﻴك ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ! ﻓﺒﻜﻰ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ وقال: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، إﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ.
وأتى أبو ذر ﻭﻭﺿﻊ ﺧﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ، وقال ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ ﻻ أﺭﻓﻊ ﺧَﺪّﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﺄﻩ بقدمك وﺃﻧﺖ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﻥ ! ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻼﻝ ﻳﺒﻜﻲ ﻭإﻗﺘﺮﺏ ﻭﻗﺒَّﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﺪ.. ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ أﻃﺄ ﻭجهاً ﺳﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﺠﺪة ﻭﺍﺣﺪة، ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺎ ﻭﺗﻌﺎﻧﻘﺎ ﻭﺗﺒﺎﻛﻴﺎ! ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳُﺴﻲﺀ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻝ: ﻋﻔﻮﺍً ﺃﺧﻲ عفواً أختي دون أي اعتذار وﺇﻥ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﺠﺮﺡ ﺑﻌﻀﺎً ﺟﺮﺣﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻓﻲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻭﺃﻏﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻭﻳﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ “ﺁﺳﻒ” دون أي اعتذار فالذي يملك الأعتذار هو دائما اقوي علي ان يأدب نفسه ويهذبها حتي لاتقع في الخطأ
فاﻹﻋﺘﺬﺍﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺭﺍﻗﻴﺔ وخلق عظيم، اسمع لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم (اقربكم مني مجلسا يوم القيامة احسنكم اخلاقا)ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ، كلنا راحلون،خفف الحمل فالزاد قليل والبحر عميق والعقبة كئود والناقد بصير نسأل الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock