مقالات

الدكروري يكتب عن الإستعداد للعبادة والإجتهاد

الدكروري يكتب عن الإستعداد للعبادة والإجتهاد

الدكروري يكتب عن الإستعداد للعبادة والإجتهاد
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن أحكام الصيام، وروي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ” كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره ” وقولها ” وشد مئزره ” كناية
inbound1717456398604397641
عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد، ومعناه التشمير في العبادات، وقيل هو كناية عن اعتزال النساء وترك الجماع، وقولهم ” أحيا الليل ” أى استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها وقد جاء فى حديث السيدة عائشة الآخر رضى الله عنها ” لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القران كله فى ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان” فيحمل قولها ” أحيا الليل ” على أنه يقوم أغلب الليل أو يكون المعنى أنه يقوم الليل كله لكن يتخلل ذلك العشاء والسحور وغيرهما. 
فيكون المراد أنه يحيي معظم الليل، وقولها ” وأيقظ أهله ” أى أيقظ أزواجه للقيام ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في سائر السنة، ولكن كان يوقظهم لقيام بعض الليل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة فقال ” سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن، ماذا أنزل من الخزائن، من يوقظ صواحب الحجرات ؟ يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ” رواه البخارى، وفيه كذلك أنه كان صلى الله عليه وسلم يوقظ السيدة عائشة رضي الله عنها إذا أراد أن يوتر، ولكن إيقاظه صلى الله عليه وسلم لأهله فى العشر الأواخر من رمضان كان أبرز منه فى سائر السنة، وفعله صلى الله عليه وسلم هذا يدل على اهتمامه بطاعة ربه، ومبادرته الأوقات، واغتنامه الأزمنة الفاضلة. 
فينبغي على المسلم الاقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم فإنه هو الأسوة والقدوة، والجد والاجتهاد فى عبادة الله، وألا يضيّع ساعات هذه الأيام والليالى، فإن المرء لا يدرى لعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات والموت الذى هو نازل بكل امرئ إذا جاء أجله، وانتهى عمره، فحينئذ يندم حيث لا ينفع الندم، ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر، فقال الله تعالى فى سورة الدخان “حم، والكتاب المبين، إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين، فيها يفرق كل أمر حكيم، أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين، رحمة من ربك إنه هو السميع العليم” فأنزل الله القران الكريم فى تلك الليلة التي وصفها رب العالمين بأنها مباركة وقد صح عن جماعة من السلف منهم ابن عباس. 
وقتادة وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم أن الليلة التي أنزل فيها القران هي ليلة القدر، وقوله تعالى ” فيها يفرق كل أمر حكيم ” أى تقدّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، والمقصود بكتابة مقادير الخلائق فى ليلة القدر والله أعلم أنها تنقل فى ليلة القدر من اللوح المحفوظ، فقال ابن عباس ” أن الرجل يُرى يفرش الفرش ويزرع الزرع وأنه لفى الأموات ” أى انه كتب فى ليلة القدر انه من الأموات، وقيل أن المعنى أن المقادير تبين في هذه الليلة للملائكة، ومعنى القدر، أى التعظيم، أى أنها ليلة ذات قدر، لهذه الخصائص التى اختصت بها، أو أن الذى يحييها يصير ذا قدر، وقيل القدر التضييق، ومعنى التضييق فيها إخفاؤها عن العلم بتعيينها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock