مقالات

الصيام ودوره في ضبط رغبات الجسد وشهواته

 

بقلمي : جمال القاضي

النفس البشريه لاتعرف حدود الشهوة فهي لاتشبع دائما وتطمع في كل شيء لماذا ذلك وكيف نتحكم فيما تطلبه ؟

مكونات الشخصية البشرية من روح ومادة تلك الروح هي من امر ربي والجسد خلقه الله ، له رغبات تترجمها النفس في صورة طلبات وهذه النفس البشرية انواع كما نعلم جميعا ، فمنها الطيبة ، ومن الخبيثة ، ومنها المطمئنة ، ومنها الأمارة بالسوء ، ومنها اللوامة ، ومنها الشريرة ، وغيرها من النفوس .

وهذه النفوس منها ماهو صديق للشيطان ويسمح له بالجريان في الجسد أو السكون فيه ، فإن كان له هذا السكون جعل فيه بحرا واسعا من الامنيات والأماني والتمني ، يأمره فيطيع ، يسخره فيستجيب ، يتمنى فيتخيل الانسان .

ولأنه يجري بعروق الانسان ، فكان للصيام دورا كبيرا في تضيق تلك القنوات التي هي ممرا وطريقا يسلكها دائما بدوام بقاؤه فيه رغم شهواته وخياله ، فنرى الظمآن يخيل له الشيطان انه لو افطر لشرب كل ماء النهر ، ولو كان على جوع لأكل كل مايراه في بطنه هذا خيال للشيطان يرسله للنفس رسائلا تستقر بخيال الصائم ،

وسرعان مايجد أن كل ماكان يصله من تلك الرسائل انما تعظيم للرغبات والشهوات وتزول شدتها بمجرد أن تتناول القليل من الشراب او بمجرد تناول اللقيمات الاولى من الطعام ،

فالصيام هو درس لكل صائم معه يتعلم كيف يتحكم في شهواته ورغباته الجسدية ، التي لو اتقن فيها هذا التحكم لتعلمت النفس أن ليس كل ما تتمناه يكون قيد التنفيذ فتتنحى عن الكثير من امنياتها لترقي الى مراحل اعلى من درجات التقوى والايمان والقرب الي الخالق عز وجل .

بقلمي : جمال القاضي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock