ماهى مفاتيح قلب الزوجة

ماهى مفاتيح قلب الزوجة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الخلافات شيء وارد في كل العصور والأزمنه وفي كل البيوت مهما عظمت أو صغرت، مهما غنت أو افتقرت، حتي في عصر النبوة كانت هذه الخلافات قائمه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج الأمور، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر أن تخطئ المرأة خطأ، فيقوم عليها بالسب والضرب، والإهانة واللوم، والعتاب الشديد، ويظهر الكآبة والحزن والخصام، لا، لا، وقيل أنه قد اتفقت أم المؤمنين السيدة عائشة مع أم المؤمنين السيدة حفصة أن يقولا للنبي صلى الله عليه وسلم أنك أكلت طعاما عندها، وأن هذا الطعام رائحته غير طيبة، قال ” والله ما أكلت إلا عسلا” قالت رائحتك رائحة مغافير، فحلف النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يشرب العسل إرضاء لهن، وإذا بالعتاب ينزل من الله عز وجل كما جاء في سورة التحريم ” يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم”
والخلاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحمل بعض الأذى، وهذا من حُسن العشرة لنا معشر الأزواج ومعاشر الرجال، وهذا درس لنا أيها الأحبة، نتحمل بعض ما يقع من نسائنا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين يدخل بيت السيدة عائشة رضي الله عنها يكرم أهلها، فكان يكرم الصديق رضي الله عنه، وهذا درس لنا في إكرام أهل الزوجة، فإن من مفاتيح قلب الزوجة هو إكرام أهلها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يُحسن إلى الصديق، ويُحسن إلى عمر، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة إكراما لأبي بكر، وتزوج من السيدة حفصة إكراما لعمر رضي الله عنهم أجمعين، ولا ننسى هذا الموقف الذي اختبأت فيه السيدة عائشة رضي الله عنها خلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الصديق أن يضربها في موقف معين، فاحتمت بمن؟
احتمت برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت هذه المشاعر الطيبة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه لا تقلل أبدا من الرجولة، ولا تقلل من هيبة الرجل، وإن الوفاء بالعهد والميثاق دليل عظيم على سماحة الإسلام، وما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما عقد معاهدة صلح الحديبية بينه وبين مشركي قريش، والتزم فيها صلى الله عليه وسلم بالشروط التي كتبت فيها، ووفى بها، فلم يدخل مكةَ ورجع إلى المدينة حتى خالف هؤلاء المشركون تلك المعاهدة، فنقضت وهذا أكبر دليل على وجوب الوفاء بالعهود، وكذلك حينما عاهد النبى صلى الله عليه وسلم اليهود، وأمنهم على أنفسهم وأهليهم وأموالهم مقابل جزية يدفعونها للمسلمين، ولم ينقض تلك المعاهدة حتى جاء الغدر منهم والخيانة ونقض الميثاق.
فاحرصوا على الوفاء، ففيه سلامة القلب والنماء، وهو عنوان الظفر والفلاح في الدنيا والآخرة، ومَن أوفى من رسول الله بوعده؟ وقد خلفه أصحابه في هذا، ولقد أخبر جابر بن عبدالله أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له “لو قد جاء مال البحرين، لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا، فلم يجئ مال البحرين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء أبا بكر مال البحرين، فقال أبو بكر مَن كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أو دين، فليأتنا، قال جابر، فقلت وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيني هكذا وهكذا فبسط يديه ثلاث مرات قال جابر فعدّ في يدي خمسمائة، ثم خمسمائة، ثم خمسمائة” رواه البخاري ومسلم، فعلى المسلِمين أن يلتزموا بما وعدوا، وأن يتمثلوا أخلاق الإسلام وما دعا إليه، فقال صلى الله عليه وسلم ” آية المنافق ثلاث إذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا حدث كذب” رواه مسلم.