أدب وشعر

فتى المقبرة

بقلم /سلمى على فتحى

فتى المقبرة ينتظر أن ينسى ،،،
أين أنا؟… المكان مظلم هنا.. صوت الضوضاء يعلو.. هناك صراخ يرتفع هناك في الأفق… أحدهم يبكي، هل هذه جنازة؟… جنازة من؟
الناس تغادر.. لايزال هناك شخص ما واقف هناك… من هذا؟ إنه ينظر ناحيتي.. ربما سأذهب إليه
-ما الذي تفعله هنا؟.. لمَ لمْ تغادر معهم؟
-هل تستطيع رؤيتي؟
-نعم.. أراك!
-هل ترى قيدي
نظرت إلى حيث أشارت يداه حيث التفت السلال حول قدميه
-نعم.. أراها
-أقادر على إزالتها؟
-لا أعرف لهذا سبيلا… ربما أحطمها بحجر أو ما شابه.. مهلا
بدأت أتمشى حول القبر أبحث عنن شيء يصلح لكسر سلاسله فإذا به يقول
-ألا تملك مفتاحها؟
-نعم، لست أملكه
-لا يمكنك كسرها… ربما عليك المضي معهم
-و ماذا عنك؟
-يوما ما سيأتي لزمن ليأخذني
-ألا يعني هذا أنك ستنسى؟
-بلى
-ألا تمانع هذا؟
-نعم
-لماذا؟
-لا أذكر أني آذيت أحدا.. كما لا أندم على ما فعلت، فلم علي البقاء؟
-لكنك تنتظر… ما الذي تنتظره؟
-ظننت سلاسلهم لها من القوة ما يكفي لإبقائي، لكنها هشة أكثر مما ظننت… مع ذلك لست ألومهم… إن كان هناك من ظلمته فسيأخذ قصاصه، أما بالنسبة لمن ظلمني فإني آخذ قصاصي لامحالة
-و هل يصبر قلبك؟
-لست من يطلب قلبه الصبر، و لكني أعلم أن هناك قلوبا تتعطش هذا الصبر
-هل خسرت حقا هناك؟
-لم أخسره، إنما أُجِّل فقط
-هل آخذ هذا الحق بيدي؟
-و من أنت لتفعل؟… لست أحتاجك أن تريني يديك مقطوعتين و قد سلبت ما لا يحق لها
-ألا أستطيع فعل شيء؟
ابتسم الفتى و قال: فقط تذكر تورث مشاعرك أحدهم قبل أن تنسى
دفعني الفتى برفق يطلب مني الرحيل… مع أني مضيت في طريقي، لا أظنني أقبل ما آلت إليه الأمور… لا أظنني أريد اتباع ذلك الحشد أمامي… هل من الجيد المضي رغم أني لا أعرف مصائر تلك المشاعر و الذكريات خلفي؟… أتقولون أنه لا بأس أن أنسى؟.. لم أصغيت إلى أزيز ناركم الباردة منذ البداية إذا؟… ربما قلوب البشر أضعف من أن تمنح العدالة و ربما هي فقط عاجزة عن استيعاب مدى جمالها لاحتوائها؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock