
الدكروري يكتب عن معاذ بن جبل في اليمن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
روي عن الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضى الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن،
فلما سرت أرسل في إثرى فرددت، فقال أتدرى لم بعثت إليك ؟ لا تصيبن شيئا بغير علم، فإنه غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة لقد أذعرت، فامض لعملك” وعن معاذ قال لما بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، قال لي كيف تقضي إن عرض قضاء ؟ قال قلت أقضي بما في كتاب الله، فإن لم يكن، فبما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإن لم يكن فيما قضى به الرسول ؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب صدرى، وقال الحمد لله الذى وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يرضي رسول الله ” وعن عاصم بن حميد السكوني أن معاذ بن جبل رضى الله عنه.
لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج يوصيه، ومعاذ راكب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته، فلما فرغ، قال يا معاذ، إنك عسى أن لا تلقانى بعد عامى هذا، ولعلك أن تمر بمسجدى وقبرى فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لا تبكى يا معاذ، أو إن البكاء من الشيطان، وعن عبيد بن صخر أن النبى صلى الله عليه وسلم حين ودعه معاذ، قال “حفظك الله من بين يديك ومن خلفك، ودرأ عنك شر الإنس والجن ” فسار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” يبعث له رتوة فوق العلماء” وعن أبى موسى قال بعثنى النبي صلى الله عليه وسلم خامس خمسة على أصناف اليمن، أنا، ومعاذ، وخالد بن سعيد، وطاهر بن أبى هالة، وعكاشة بن ثور، وأمرنا أن نيسر ولا نعسر”
وعن أبى موسى أن النبى صلى الله عليه وسلم لما بعثه ومعاذا إلى اليمن قال لهما يسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تنفرا، فقال له أبو موسى إن لنا بأرضنا شرابا، يصنع من العسل يقال له البتع، ومن الشعير يقال له المزر، قال صلى الله عليه وسلم “كل مسكر حرام” فقال لي معاذ كيف تقرأ القرآن ؟ قلت أقرأه فى صلاتى، وعلى راحلتى، وقائما وقاعدا، أتفوقه تفوقا، يعني شيئا بعد شيء، قال فقال معاذ لكنى أنام ثم أقوم، فأحتسب نومتى كما أحتسب قومتى، قال وكأن معاذا فضل عليه، وعن جابر الجعفى، عن أم جهيش خالته قالت، بينما نحن بدثينة بين الجند وعدن، إذ قيل هذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافينا القرية، فإذا رجل متوكئ على رمحه، متقلد السيف، متعلق حجفة، متنكب قوسا وجعبة.
فتكلم وقال إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم اتقوا الله واعملوا فإنما هي الجنة والنار، خلود فلا موت، وإقامة فلا ظعن، كل امرئ عمل به عامل فعليه ولا له، إلا ما ابتغى به وجه الله، وكل صاحب استصحبه أحد خاذله وخائنه إلا العمل الصالح، انظروا لأنفسكم واصبروا لها بكل شيء فإذا رجل موفر الرأس، أدعج، أبيض، براق، وضاح، وقال الواقدى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامله على الجند معاذ بن جبل، وروى سهيل عن أبيه، عن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر، نعم الرجل معاذ بن جبل”