مقالات

بيوت عنكبوتية

بقلم د. صالح وهبه

الأب راوتر والأم واتساب

لا أحد ينكر أننا في زمن فقدنا فيه الترابط الأسري والشعور بالأمان والألفة فلم يوجد شيء اسمه الاسرة، وأصبح جوجل هو المسيطر على حياتنا وصار كل واحد في البيت دولة مستقلة منعزل عن الآخر ومتصل بشخص خارج البيت لا يعرفه ، بيت بلا جلسات ولا حوارات ولا مناقشات، الأب الذي كان تتجمع حوله العائلة تبدل وصار راوتر، والأم التي كانت تلملم البيت بحنانها وعطفها صارت واتساب والأبناء تحولوا من مسؤولين الى متسولين يتسولون ويشحذون كلمة إعجاب من هذا ومديح من ذاك.

زمن العجائب

زمن أصبحنا نسعى إلى الحنان من الغريب بعد ما بخلنا به على القريب

زمن فيه نعجب ببعض الشخصيات على صفحات الفيس بوك ونراها قدوة لنا ونمدحها ونحترمها ، والأب الذي تعب من أجلنا ، لم يجد منا كلمة شكر أو مدح.

مثل صيني

الرجل هو رأس العائلة والمرأة هي الرقبة التي تدير ذلك الرأس ، حقا الزوجة الأم هي المحرك الوحيد لسلام الأسرة وترابطها، ولكن للأسف أصبحت الأسرة تفتقر كثيرا الى حنان الأم واهتمام الأب،

صارت بيوتنا ضعيفة ، واهية من الداخل أشبه ببيوت العنكبوت بصورة يندي لها الجبين وتدمع لها العين ويتحسر عليها القلب، بيوت تلعب بها الرياح كيف تشاء ،

أيام الزمن الجميل

أجد نفسي باكيا متألما حين أقارن جيلي بهذا الجيل المتواجد الذي يبني بيوتا واهية غير البيوت التي كانت تأوينا لكنها بمثابة غيوما صيفية تمطر وتمضي ولا تترك لها أثرا ، وتلغي الإنسانية من قلوب البعض مهما كانت أسوار بيوتهم عالية.

كلمة أخيرة

رسالتكم تبدأ من بيوتكم، ليس مطلوب منكم أن تصلحوا العالم كله، ولكن لو أصلح كل واحد فينا بيته لأصبح المجتمع كله صالحا وأصبحت الأسرة أسرة جميلة يسودها الحب والوفاء والترابط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock