دين ودنيا

الدكروري يكتب عن القرآن الكريم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لما ربط الكفار خبيب بن عدي رضي الله عنه على جذع نخلة ليقتلوه لم يفزع ولم يجزع بل أخذ ينظر إليهم ويقول لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا قبائلهم واستجمعوا كل مجمع إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي وما أرصد الأعداء لي عند مصرعي ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وان يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع، وإن للقرآن الكريم أربعة أسماء، يدل كل اسم منها على فضله، وشرفه، وهي القرآن الكريم وقد سُمي بذلك لأنه الكتاب الذي يُتخذ للقراءة، ولا يبلغ كثرة قراءته كتاب مثله، وكذلك هو الفرقان وقد سُمى بذلك لتفريقه بين الحق والباطل، وفيه تفريق بين طريق المؤمنين الحق، وطريق المنافقين والفاسقين الباطل، وكما أنه الدستور الذي يفرق فيه المسلم بين ما اختلط واشتبه عليه في أموره، وهو أيضا الكتاب، وقد سُمى بذلك لأنه مكتوب، أي مجموع في الصحف.

كما جُمع فيه ما يحتاجه العباد في معاشهم، وحياتهم في الدنيا والآخرة، من الأحكام، والمواعظ، ونحوها وأيضا هو الذكر وله في هذا السياق معنيان، فإما أن يأتي بمعنى التذكير، أي تذكير العباد بالله سبحانه وتعالى، وتذكيرهم بالغاية من خَلقهم وهي عبادة الله، والسعي إلى دخول الجنة، والنجاة من النار، وهذا المقصد من أعظم مقاصد إنزال القرآن الكريم، كما في قوله سبحانه تعالى ” إلا تذكرة لمن يخشى” أو أن يأتي بمعنى المذكور، أي أن الألسُن تتناقل ذكره، وتجعله ذكرا حسنا لها وهذا دليل على عظم مكانته وشرفه، كما في قوله سبحانه وتعالى ” وإنه لذكر لك ولقومك” وأما عن علوم القرآن، فتعرف علوم القرآن بأنها المباحث التي تتعلق بجميع جوانبه، سواء من حيث نزوله وأسبابه وجوه وزمانه وملابسات نزوله، و ترتيبه، وإعجازه، وأساليبه، وجمعه، وكتابته، ومحكمه، ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، والدفاع عنه وأقسامه، وأمثاله.

وأحكامه، وصوره الفنية، وبيان المكي والمدني من سوره وغير ذلك من المباحث التي تتعلق به، فموضوع علوم القرآن تتعلق بأي جانب من جوانبه، وأما الفائدة من هذه العلوم، فهي تساعد على بناء الثقافة العالية عن القرآن الكريم، والتسلح بمعارفه القيمة، والإستعداد للدفاع عنه، ويسهل على المسلم معرفة تفسير ومعاني القرآن، وأما عن القصص في القرآن الكريم، فإن القصة في اللغة مأخوذة من كلمة قص، أي تتبع الأثر، وقال الله سبحانه وتعالى، على لسان أم موسى ” فقالت لأخته قصيه” أي تتبعي أثره وانظري من يأخذه، أما القصة فهي الخبر والحال والشأن، وأما قصص القرآن الكريم فهي الأخبار الواردة فيه عن الأمم والنبوات السابقة وأحوالهم، والحوادث التي كانت في الماضي، وقد جاءت في القرآن الكريم على ثلاثة أنواع، فالنوع الأول هو قصص الأنبياء ودعوتهم، ومعجزاتهم، وموقف أقوامهم منها، وعاقبة المؤمنين وغير المؤمنين بها.

كقصص أنبياء الله عز وجل، نوح، وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام، وأما النوع الثاني هى قصص تتعلق بحوداث ماضية لأشخاص ليسوا أنبياء، كقصة طالوت وجالوت، وأهل الكهف، وذي القرنين وغير ذلك من القصص، وأما النوع الثالث فهى قصص تتعلق بأحداث حدثت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كغزوة أحد في سورة آل عمران، وغزوة تبوك في سورة التوبة وغير ذلك من الأحداث، وتظهر أهمية وفائدة القصة القرآنية في بيانها أسس الدعوة، وبيانها لأصول شرائع الأنبياء الذين بعثم الله تعالى، وتصديقا لما جاءوا به، وبقاء ذكرهم، وبيان صدق النبي صلى الله عليه وسلم، بإخباره عنهم وبما حدث معهم، كما أن فيها تثبيا لقلب النبى صلى الله عليه وسلم، ومن ءآمن معه بنصر الله تعالى لهم، فقال الله تعالى ” وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك فى هذه الحق وموعظة للمؤمنين “

بالإضافة إلى بيان ما كتمه غير المؤمنين من بيان وهدى، ويستحب للمسلم أن يداوم على تلاوة القرآن الكريم، والإكثار منها، وهو بذلك يتبع سُنة جليلة من سنن الإسلام، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى، ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فضل تلاوة القرآن، قال تعالى ” إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال، رأى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، النساء والصبيان مقبلين قال “حسبت أنه قال من عرس” فقام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال “اللهم أنتم من أحب الناس إلي” قالها ثلاث مرار، رواه البخارى، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا عيش إلا عيش الآخرة، فأصلح الأنصار والمهاجرة” رواه البخارى، وعن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال “فاغفر للأنصار” البخارى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock