بقلم د.صالح وهبة
كثرا ما نسمع تصريحات من الوزير بإنشاء العديد من المدارس وتزويدها بأحدث الأجهزة وغالبا هذه الأجهزة تظل بكراتينها داخل المدارس متناسيا أو غير مدرك أن هذه المدارس طاردة لطلاب ثالثة ثانوي بالأخص ، هؤلاء الطلاب يذهبون إلى المدرسة فقط للإتفاق على حجز الدروس الخصوصية، وأصبح التعليم مجرد تلقي معلومات فقط من أجل دخول كليات القمة (كما يسمونها)
الهدف من التعليم
الهدف من التعليم ليس الحصول درجات مرتفعة لدخول كليات الطب والهندسة ، إنما الهدف الأسمى له هو بناء متكامل لشخصية التلميذ علميا وسلوكيا بأن تغرس فيه ثقافة البحث والاطلاع بتوجيهه التوجيه السليم حتي يستطيع أن يكتب موضوع أو بحث يجمع فيه معظم المواد الدراسية مثل العلوم والرياضيات واللغات والفن ، ويكون قادر على توظيف المعلومة التي يدرسها ويحس بكيانه في هذه الحياة (كن أو لا تكن) (Be or not to be ) ويستطيع أن يشرف بلده في أى دولة يبعث إليها ، وقد أخذت الوزارة خطوة إيجابية في هذا الشأن.
التشجيع وعدم الإحباط
شجعوا أبناءكم ولا تحبطوهم حتى يتميزوا وينبغوا فيما يتعلمون ولا تملوا عليهم رغباتكم ، أطلقوا العنان لميولهم ورغباتهم وداوموا على التحفيز وبهذه المناسبة سوف أسرد عليكم قصة (عن أثر السخرية وعدم التشجيع في هدم بناء الشخصية) .
تجمع عدد من الضفادع لتسلق قمة جبل
وأثناء تسلقهم سمعوا كلمات سخرية من المتفرجين واستهزاء فتساقط البعض تلو الآخر دون تكملة السباق إلا ضفدع واحد فقط هو الذى وصل إلى القمة ،
فصفق له الجماهير
وتم استضافته في برنامج وعندما سألته المذيعة عن سبب إصراره للصعود وتميزه عن أقرانه وكيف اكتسب هذه المهارة ، لم يرد ثم كررت نفس الكلام ولكن لم يرد ايضا، تبين أن هذا الضفدع أصم وهذا ما ساعده على النجاح والوصول إلى القمة لأنه لو كان سمع كلمات السخرية من المتفرجين لأصبح مثل أقرانه الذين لم يكملوا رحلة السباق وفشلوا.
وفي النهاية
بناء البشر أهم من بناء الحجر ، شجعوا أبناءكم ، وازرعوا فيهم ثقافة (حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب ) فلو حكمت على سمكة بأنها قادرة على تسلق شجرة فإنها ستعيش طيلة حياتها شاعرة بأنها تعيسة .
لذا يجب أن نضع نصب أعيننا هدف واضح وهو بناء جيل غير اتكالى واثقا من قدراته ، يتمتع بمرونة واستقلالية في التفكير ، يغرد خارج السرب ، سلعة فريدة ومشرفة تتهافت عليها دول العالم .
زر الذهاب إلى الأعلى