من وحي الهجرة “

من وحي الهجرة
كوثر أحمد عبد الرحيم :
كيفَ بكَ يا سراقةُ إذا ألبستُكَ تاجَ كسرى وسوَاريهِ.
تخيل وقع هذه الكلمات من إنسانٍ مهجرٍ ومطاردٍ ولا يأمنُ على حياتهِ قد جعلتْ قريشٌ ثمنَ رأسهِ مئةَ ناقةٍ، يخافُ الرصدَ من أمامهِ ويستخفي منَ الطلبِ منْ ورائهِ، كمْ يفيضُ من كلماتهِ الأملُ وتشعُ منْ بريقِهَا الحياةُ ويتسربُ من نوافِذِهَا الفرجُ القريبُ…
إن الإنسانَ الثائرُ بروحهِ يكسرُ رتابةَ الزمانِ والمكانِ ويتجاوزُ الظرفَ، ويغالبُ المحنَ، مخلصاً لما يؤمنُ بهِ مطمئناً لما هو فيهِ متطلعاً لمَا هُو أبعدُ منْ ناظِرَيهِ
فإنْ قضا على الطريقِ شهيداً فنعمَ نهايةُ الحياةِ على طريقِ الحقِ.. وإنْ وصلَ المبتغى والهدفَ فنعمَ سعادةُ المجد في الدنْيَا..
ارجـعْ سـراقة ُ لا غبارَ عليكمو.. واسـمـعْ لِـمـا سأقولُ من أنباءِ..
يـومـاً ستلبسُ في يديكَ أساوراً… هـي ملك كسرى صاحب الخيلاءِ.
ارجـع سـراقـة ُوانتظرْ ما قلتُهُ… فـهـو الـقريبُ وليسَ ذا بالنائي.