الدكروري يكتب عن أحكام الإسلام في الكلاب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، الذي كان من زهده في الدنيا صلى الله عليه وسلم هو ما روي عن النعمان رضي الله عنه عندما قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجد ما يملأ بطنه من الدقل وهو جائع” رواه الحاكم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال “كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا وأهله لا يجدون

عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير” رواه الترمذي، وعن أنس رضي الله عنه قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالتمر فيفتشه يخرج السوس منه” رواه أبو داود، وكان صلى الله عليه وسلم يؤثر الناس على نفسه، فيعطي العطاء ويمضي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار.
وكان متقللا من الدنيا وقد ملك من أقصى الجزيرة إلى حدود الشام، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهل فعلت كذا؟ متفق عليه، وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى تورمت قدماه، فقيل له صلى الله عليه وسلم أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال صلى الله عليه وسلم “أفلا أكون عبدا شكورا” متفق عليه، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه” متفق عليه، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين.
أما بعد فإن النهي عن تربية الكلاب جاء في التربية التي تكون لغير حاجة، لما للكلاب من مضار صحية أو ما قد يترتب عنها من إخافة وإزعاج للمارة والجيران، أما تربيتها للصيد والحراسة وغيرها من الحاجات كالكشف عن المخدرات وتتبع الآثار، وهو ما تقوم به الكلاب البوليسية فإن هذا جائز لأنه يحقق مصلحة للفرد والمجتمع، والإسلام قائم على رعاية المصلحة واجتلابها، ودرء المفاسد واجتنابها، وبهذا يتأكد أن النهي الشرعى عن شيء لا يكون إلا لعلة أو سبب فيه مضرة بالإنسان وإيذاء له جسديا، أو روحيا، أو فكريا، وقد اكتشف العلم أن أمراضا كثيرة، وهي ست وثلاثون حتى الآن، يكون الكلب هو واسطة نقل العوامل الممرضة لها، وليس من طريقة للتخلص من هذه الأمراض إلا أن نتخلص من الكلاب نفسها.
إلا أن هناك مرضا خطيرا جدا هو مرض الكلب الشهير، الذي يؤدي إلى التهاب دماغى مميت، خلال خمسة أيام من ظهور الأعراض وهو مرض قاتل، والمسافة سريعة جدا، وهى خمسة أيام كما قالوا بهذا العلماء والأطباء، وقد تنتقل بعض هذه الأمراض عن طريق الحيوانات الأخرى، كالقطط مثلا، ولكن قيل أن النسبة أكثر الحيوانات هى سبعة، ثلاثة، أو خمسة بالمائة، إلا الكلب اثنتان وتسعون في المائة، وهى نسبة نقل الأمراض عن طريق الكلب، اثنتان وتسعون في المئة، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد الذي كان من فضائله صلى الله عليه وسلم هو ما روي عن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
“إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه السلام واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم” رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ” فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون” متفق عليه.
زر الذهاب إلى الأعلى