مقالات

الدكروري يكتب عن أطيب الكسب الزراعة

الدكروري يكتب عن أطيب الكسب الزراعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد قال بعض العلماء أطيب الكسب الزراعة، وهذا صحيح، لأن الزراعة يتوقف عليها المجتمع في كل وقت باستمرار، بينما كثير من الصنائع وسيلة إلى الزراعة والانتاج الفلاحي، ومن نظر إلى الثواب الذي وعد به الرسول صلي الله عليه وسلم الغارسين والزارعين يرجح هذا ولاشك، وكما يقول أحد الكتاب المعاصرين، وبما أن الانتاج الزراعي بمختلغف أنواعه يعتبر إحدى ركائز النهضة الاقتصادية، فينبغي أن نشير هنا إلى ميزة كبرى يتميز بها النظام الاقتصادي الإسلامي، هذه الميزة هي أن الإسلام لاينظر إلى المعاملات الاقتصادية على أنها معاملات بين الناس بعضهم مع بعض فحسب، بل ينظر إليها كذلك على أنها معاملات بين العبد وربه، ولايجعل ثواب يسير على تعاليمه في شؤون الاقتصاد مقصورا على ماعسى أن يناله من خير في الدنيا.

بل يعده كذلك بأجر كبير في الأخرة، ولا يجعل عقاب من ينحرف عن تعاليمه في شؤون الاقتصاد مقصورا على ماعسى أن يصيبه من ضرر في الدنيا، بل يتوعده كذلك بعذاب أليم في الآخرة، وبذلك يضم الإسلام في شؤون الاقتصاد إلى الوازع الدنيوي وازعا آخر أقوى كثيرا وأشد تأثيرا وهو الوازع الديني الأخروي، وأن الإسلام لايفصل الدين عن الدنيا كما فعلت الدول الغربية، وإنما تسير جميع تعاليمه الدينية والدنيوية متوازية في وسطية واعتدال محمودين، ولقد جاء في الحديث الصحيح في فضل التسبيح أنها كلمة تغرس بها نخلة في الجنة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قال سبحان الله العظيم وبحمدة غرست له نخلة في الجنة” رواه الترمذي، وهذا الحديث العظيم يرشدنا إلى خير عظيم، ونعيم كبير.

والمسلم يسعى إلى الاستزادة من هذه الخيرات الوافرة لتكون زادا له في الدنيا وفي الآخرة، والمسلم الفطن هو الذي يستغل جميع الموارد المتاحة ليستزيد من فضل الله تعالى، ولقد يسّر الله جل جلاله لنا أسباب الاستزادة من الخير في الدلالة على فضل الأوامر الشرعية والأذكار العظيمة فكل من يدل على خير ينال مثل أجر من يقوم بهذه الأعمال دون أن ينقص من أجورهم شيئا، وبإمكان المسلم أن يدل على فضل الحديث الشريف فيكون له نخلة في الجنة كلما أرشد المسلمين ليقولوا “سبحان الله العظيم وبحمده” وتتوافر السبل المتاحة والميسرة لكل مسلم أن يفعل ذلك، وكلما أكثر المسلم من الذكر والطاعة زاده الله تعالى من فضله، وفضل الله تعالى واسع وكبير، لا يحصيه أحد، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال.

“ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا إذن نكثر؟ قال الله أكثر” رواه الترمذي، وكما روى مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، ولا يرزوه أحد إلا كان له صدقة” وفي رواية أخرى لمسلم “لا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock