الدكروري يكتب عن إن الميت يعذب ببكاء أهله بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد رأى جمهور العلماء أن الميت يعذب إذا أوصى أن يبكى عليه ويناح بعد موته، فعن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن الميت يعذب ببكاء أهله ” متفق عليه، وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما مر على يهودية يبكي عليها أهلها فقال” إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها ” فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها ” تعذب بكفرها لا بسبب البكاء” فيجب علينا بالإقلاع عن البكاء مع النياحه أو الكلام الذى يغضب الله، وأن ندعو الله تعالى للميت بالمغفرة، ونتصدق عنه بصدقة جارية بقدر المستطاع، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم، وقيل أن رجلا من الأنصار.
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” هل بقي من بر أبوي شيء بعد موتهما ؟ فقال ” خصال أربعة، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما” رواه أحمد، وهذا هو ما ينفع الإنسان بعد موته، والدعاء للميت حيث يمكن للمسلم أن يدعو للأموات بكلّ الصّيغ التي تفيد الترحّم عليهم، أو الاستغفار لهم، وممّا أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما روى عن واثلة بن الأسقع، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في الدعاء لميت” اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فقه من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر له وارحمه، فإنك أنت الغفور الرحيم ” رواه أحمد وأبو داود.
وأيضا عن عوف بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في الصلاة على جنازة ” اللهم اغفر له، وارحمه، واعف عنه، وعافه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبَرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النار ” رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال” اللهم اغفر لحيّنا وميّتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفَّه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده ” وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في الصلاة على جنازة، فقال” اللهم أنت ربها وأنت خلقتها، وأنت رزقتها وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرّها وعلانيتها، جئنا شفعاء له فاغفر له ذنبه ” رواه أحمد وأبو داود، وإن من الأمور الغيبية التي لا يجوز الخوض فيها بدون دليل صريح هو حال الميت في قبره والمسائل المتعلقة بذلك، وقد اختلف العلماء في مسألة أن الموتى يسمعون كلام الأحياء أم لا، فمنهم من قال بأنهم يسمعون كلام الأحياء، ومنهم من نفى ذلك، وقد استدل المثبتون بأدلة على ذلك، ومنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عن الميت ” إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا ” رواه البخارى ومسلم.