أدب وشعر

خَريطَة الجَسَد ..

خَريطَة الجَسَد ..
بقلم : رجا الأشقر ( كاتِب وشاعِر)
رَسَمْتُ خَريطَةَ الجَسَد
وَأَهْمَلْتُ كُلَّ المَقاييس
وعَلى طَرِيقَةِ الوَلَد
تَخَيَّلْتُ كُلَّ التَّضارِيس
كُنتُ أَحْفَظُ أَماكِنَ وُجودِها
عَنْ ظَهْرِ قَلْب
ولا يَفوتُني مِنها
مَعْبَرٌ أَوْ دَرْب
هُنا نَهْرٌ يَجْري في وَاد
وهُنا جَبَلُ يروي قِصَّةَ عِناد
هُنا بَحْرٌ يُدَاعِبُ رَمْل
هُنا شَمْسٌ تُصَاحِبُ سَهْل
وهُنا فَيْءٌ يُوَاكِبُ دَغْل
هُنا كُفْرٌ هُنا زُهْدٌ
هُنا عِتْقٌ هُنا اسْتِعْباد
بِالإِصْبَعِ حَدَّدْت
وبِالأَقْلامِ لَوَّنْت
كُنتُ أُتْقِنُ فَنَّ التَّلوين
وأَعْرِفُ أيْنَ أَسْتَخْدِمُ الأَحْمَرَ والأَسْوَد
وكَيفَ اُوَفِّقُ بَينَ الزُّهْرِيِّ والرَّمادِيّ
دونَ تَرَدُّد
وكَيفَ أُمَيِّزُ بَينَ نَيْسانَ وتِشْرِين
رَسَمْتُ على الخَرِيطَةِ
مَكانَ طُلوعِ الشَّمس
ومَواقِعَ القَمَرِ والنُّجوم
وأمَاكِنَ هُبوبِ الرِّيحِ
ومَمَرَّاتِ الغُيوم
حَدَّدْتُ أَمْكِنَةَ العُبور
وَفَوقَ الأَْنْهارِ وَضَعْتُ جُسور
وأقَمْتُ مَحَطَّاتٍ على الثُّغور
كَيْ لا أضِيعَ في الطُّرُقَاتْ
كَيْ لا أَتوهَ في شَسْعِ المِسَاحَات
وعَيَّنتُ على الخَريطَةِ
مَواضِعَ الحُقولِ والبَسَاتِين
وأمَاكِنَ أحْواضِ الفُلِّ والمَنثُورِ والياسَمين
وَحَتَّى لا تَطَأهَا قَدَمُ دَخِيل
فَعَلتُ المُسْتَحيل
سَيَّجْتُ كُلَّ التُّخوم
أقَمْتُ المَتاريسَ عِنْدَ الرُّجوم
كُنتُ أعْرِفُ يا امْرَأَةً
أَنَّ مِسَاحَاتِكِ مُلْكي
وَأَنَّ المُلْكِيَّةَ في الحُبّ
يُشَرِّعُها القَلْب
ولا تَحْتَاجُ إلى صَكٍ
يَصْدُرُ بِمَرسوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock