أخبار مصر
رسالة من حواء إلى آدم ….!

بقلم الكاتب /أشرف فتحي عبد العزيز
عزيزي آدم …!
أبعث إليك رسالة سلام لا تحمل لك إلا الحب، رسالة عتاب بلا ضغينة، رسالة أمل بلا ألم ، رسالة مشاعر لا أكثر، آدم أنا حواء نصفك الأخر التي خلقها الله من ضلعك الأيسر فوق قلبك، أنا من منحها الله لك رحمةً وفرحة وسكينة لاكون سندك في الحياة، خلقني الله منك من أضعف ما فيك لتشعر بي وبضعفي كأنثى لتكون لي القوة والسند والأمان ولم يخلقني الله من طين غير طينك لتظن أني خلقت (عبدة) لك، فهمت عزيزي آدم ماذا أكون …!
عزيزي آدم ..!
أنا الحب والعطاء والتضحية والقوة التي تنفجر من الضعف لتكون بجانبك في السراء والضراء لأحمل معك متاعب الدنيا واهون عليك أهوال الحياة، فأنا دوائك لتعيش بسلام ، آدم، أنا لا أطلب منك شيء غير أن تمنحني الحب الذي يحمل الأمان لي معك، هذا فقط هو مفتاح ضعفي بداخلك، وهو مفتاح قوتي عند المحن أكون بألف رجل بجانبك ولو سقطط فوقي جبال الأرض أحتمل من أجلك الألم بدواء الحب …!
عزيزي آدم …!
خلقني الله منك وبجانبك في الدنيا معاً لنعمر الأرض بالحياة، ومنحني قوة غير قوتك لأحتمل ما لا تحتمل فقوتي بقلبي لأحتمل معاناة الحمل وألم الوضع الذي ظاهره عذاب لكن باطنه رحمة وهنا الفرق عزيزي، فإذا مررت أنت بما أنا فيه فبقوتك التي منحها الله لك بجسدك ستدمر كل ما حولك في لحظة الألم، أما أنا منحني الله قوتي بقلبي لأكون الرحمة والحنان ويتحول معها الألم إلى حبً واحتواء و تنتهى صرخة الوجع إلي ابتسامة فرح ….!
عزيزي آدم …!
أنا لا أتحدث معك باستفاضة كاملة لاستعطفك نحوي أو لأطلب منك منحة اهتمام،لا عزيزي ،استجمع تفاصيل كل ما قلته لك في رسالتي وتلك النبذة المختصرة عنى أمام عينك، وستعلم أن تلك النبذة مساحتها بين السماء والأرض، وأنك من غيري لم تكن أنت ما عليه، ولم تعمر الأرض أبداً بدوني ..!
آدم، جسداًّ بلا قلب هو جمادً بلا حياة وأنا ذلك القلب، فهمت عزيزي آدم رسالة حواء ….!