دين ودنيا

الدكروري يكتب عن مصادم للفطرة الإنسانية

الدكروري يكتب عن مصادم للفطرة الإنسانية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

يسعي كل من الزوجين الآن نظرا لظروف الحياة المعيشية والغلاء الذي نعيش فيه، إلي ما يسمي بتحديد النسل، أو تنظيم النسل وذلك بأن يكتفي الزوجان بطفل أو اثنين علي الأكثر، وإن قرار هيئة كبار العلماء بشأن تحديد النسل، هو أنه نظرا إلى أن الشريعة الإِسلامية ترغب في انتشار النسل، وتكثيره، وتعتبر النسل نعمة كبرى، ومنّة عظيمة من الله بها على عباده، فقد تضافرت بذلك النصوص الشرعية، من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بأن القول بتحديد النسل، أو منع الحمل، مصادم للفطرة الإنسانية التي فطر الله الخلق عليها، وللشريعة الإِسلامية التي ارتضاها الرب تعالى لعباده، ونظرا إلى أن دعاة القول بتحديد النسل أو منع الحمل فئة تهدف بدعوتها إلى الكيد للمسلمين بصفة عامة، وللأمة العربية المسلمة بصفة خاصة.

حتى تكون لديهم القدرة على استعمار البلاد واستعباد أهلها، وحيث إن في الأخذ بذلك ضربا من أعمال الجاهلية، وسوء ظن بالله تعالى، وإضعافا للكيان الإِسلامي، المتكون من كثرة اللبنات البشرية وترابطها، لذلك كله فإن المجلس يقرر بأنه لا يجوز تحديد النسل مطلقا, ولا يجوز منع الحمل إذا كان القصد منه خشية الإملاق لأن الله تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين، وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، أما إذا كان منع الحمل لضرورة محققة ككون المرأة لا تلد ولادة عادية، وتضطر معها إلى إجراء عملية جراحية لإخراج الولد، أو كان تأخيره لفترة ما، لمصلحة يراها الزوجان، فإنه لا مانع حينئذ من منع الحمل، أو تأخيره، عملا بما جاء في الأحاديث الصحيحة، وما روي عن جمع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من جواز العزل.

وتمشيا مع ما صرح به بعض الفقهاء من جواز شرب الدواء لإلقاء النطفة قبل الأربعين، بل قد يتعيّن منع الحمل في حال ثبوت الضرورة المحققة، وقد قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى الذي ينبغي على كل مسلم متزوج، وغير متزوج قوله عليه السلام “تزوجوا الولود الودود فإني مُباه بكم الأمم يوم القيامة” وهذا الحديث واضح الدلالة جدا أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يحب أن تتكاثر أمته، ولقد قال الله سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة النور” وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ” فأمر الله تعالى بالنكاح ورغب فيه، ووعد المتزوج بالغنى إن كان فقيرا ترغيبا له في النكاح، وتشجيعا له على الإقدام عليه، واثقا بالله معتمدا على فضله وسعة جوده وعلمه بأحوال عباده، ولذا ختم الله سبحانه وتعالى الآية بقوله ” والله واسع عليم “

ثم أمر من لا حيلة له في النكاح أن يستعفف حتى يغنيه الله من فضله، فأي حجة في هذه الآية على قطع النسل أو تحديده؟ وقد قيل أن أمر الله بالاستعفاف لمن لا يستطع النكاح يدل على جواز القطع والتحديد لأن تأخير النكاح بسبب العجز يفضي إلى تأخير النسل أو قطعه إن مات قبل أن يتزوج، وهذا احتجاج غريب واستدلال نادر الوجود لا يمت إلى الآية بصلة، بل هو من غرائب الاستدلالات ونوادر الاحتجاج، وقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله، في تفسير هاتين الآيتين ما نصه أنه هذا أمر بالتزويج، وقد ذهب طائفة من العلماء إلى وجوبه على كل من قدر، واحتجوا بظاهر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” رواه البخارى ومسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock