حفظة السلام ايقونات الوئام

بقلم :عاطف محمد
نعرف فننعم
حتى ننعم بالسلم والسلام لابد أن نعى حقيقة هامة وهى «أن السلام حصاد ما نزرع» ،ولهذا لابد من غرس بذور الثقافة والتعليم والتسامح فى كل النفوس حتى يتصرف الناس بشكل أخلاقي فى كل مواقف الحياة، نزرعها فى بيئة داعمة دون أى اغتيال مقصود للآراء ودون أى وأد مخطط للفكر ، نزرعها فى أرض السعى الجاد لتقبل الآخر وعدم هدم أى حوارات بناءة ذات نفع مجتمعى، فعراك الأفكار داخل الإنسان ونفسه وعقله سيكون نتاجه الواقعى بالطبع «السلام » الذى يفرز السلام الخارجى حوله.
وليبحث كل مفتعل للحروب وكل ساع لها فى جيوب القتلى من جراء حربه، سيجد حتما تذاكر سفر إلى السلام إلى الضمائر إلى الحياة بكل جمالها وعليه هنا أن يقف دقائق أمام نفسه أمام ضميره« إن كان له ضمير » سيجد أنه ألغى تلك الرحلات بأول رصاصة أطلقت .
اليوم الدولي لحفظة السلام(29 مايو)
International Day of Peacekeepers (May 29
فى كل مكان بالعالم يعانى من التوتر والصراع ستجد الآلاف من شباب تتراوح أعمارهم ما بين (18و29عاما)، أنهم حفظة السلام العالمى والذين يتم نشرهم من قبل الهيئة العامة للأمم المتحدة فى مختلف بقاع العالم وربوعه، من أجل هدف محدد ألا وهو تقديم المساعدة لكل البعثات المختلفة للقيام بالأنشطة التى من شأنها حماية المدنيين من أى عنف أو دمار، والعمل من أجل السلام والأمن ،وهذا يتماشى بالطبع مع قرارات مجلس الأمن الدول(2250, 2419 و 2535) والتى تهدف لإقرار سلام دولى مستدام .
تاريخ اليوم
ويرجع تاريخ حفظة السلام إلى يوم 29 مايو 1948، ففى ذلك اليوم تم تأسيس أول بعثة (أممية ) تتبع الأمم المتحدة تتكون من حفظة السلام من( العسكريين والمراقبين التابعين للأمم المتحدة ) بموافقة من مجلس الأمن لمراقبة الهدنة بين الكيان الإسرائيلى والبلاد العربية وذلك فى منطقة الشرق الأوسط.
وقد صدر القرار رقم 57/129 من الجمعية العامة للأمم المتحدة فى يوم 29 عام1948 باعتبار هذا اليوم هو اليوم الدولى لحفظة السلام
الذكرى الثالثة والسبعين
وهذه هى الذكرى الثالثة والسبعين لحفظة السلام الذين قاموا بالتضحية بالروح من أجل إقرار السلام فصاروا تلك الأداة الفعالة والمتمثلة فى حفظ السلام والتى يعنى وجودها رتق التمزق الذى حل ببعض البلدان ، والقضاء على الصراعات التى تعرض حياة البشر للخطر وانبات الظروف المواتية للسلام.
دورهم فكرهم
ولحفظة السلام دور فاعل بفكر واع ، من خلال قوات حفظ السلام، فهم الدرع الواقى الذى يدعم ويحافظ على عملية السلام فى المناطق التى تعانى من الصراع والتوتر وتستخدم فى ذلك الشرعية التى تدعهما القرارات الدولية من الهيئات الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن فى نشر القوات العسكرية والشرطية الخاصة بالمنطقة ودمجها مع قوات حفظ السلام فى نسيج يضمن السلام وازالة التوتر .
فرصة الاحتفال
واحتفالنا باليوم العالمى لحفظة السلام هو فرصة ثمينة للتثقيف والوعى بالقضايا التى تتميز بالاهتمام العالمى، وكذا الاحتفال بما تحقق من انجازات على المستوى الإنسانى ، بل ودعوة قوية للايجابية نحو كل ماهو ملح على المستوى الدولى وتكريم الأرواح التى فاضت من أجل إقرار السلام .
تهديدات لا مهرب منها
إن التهديدات والتحديات التى تواجه حفظة السلام صارت أكبر مما سبق بسبب(COVID-19) تلك الجائحة التى تفترس الجنس البشرى فصار عملهم مزدوجا، وجهه الأول نشر السلام والقضاء على ما يسبب اندلاع أى شئ يهدد حياة الناس والوجه الآخر ذلك الوباء الذى يحصد الأرواح ، وإن كان عمل حفظة السلام صار الحل للحد من انتشار الفيروس .
ولعل اختيار موضوع “الطريق إلى سلام دائم: الاستفادة من قوة الشباب من أجل السلام والأمن”.خير دليل على السعى الحثيث من الأمم المتحدة على إقرار السلام بقوة الشباب فى كل مكان .
ويحتل موضوع حماية المدنيين مساحة كبيرة من دور حفظة السلام وحمايتهم من العنف اليومى مما يعرضهم لمخاطر جمة فهم يعملون فى مناطق ساخنة وأماكن أكثر تعقيدا وأشد صعوبة
ومن جراء تلك الحماية فقد أكثر من 4000 من أفراد حفظة السلام أرواحهم، وهم يقومون بعملهم لحفظ السلام، بالإضافة إلى 130 العام الماضي ولهذا يجب تكريم أرواحهم كما يجب الإشادة بكل من ساهم من النظاميين والمدنيين فى حفظ السلام الذين يعملون حتى الآن .
المشاركون
وقد بلغ مجموع من شارك من الرجال والنساء أكثر من مليون محافظ ومحافظة للسلام فى 72 عملية للسلام، مما أدى إلى ظهور التأثير المباشر والقوى فى حياة الملايين من سكان العالم بل وإنقاذ اروح ليس لها عدد ، واليوم توجد 12 عملية بها أكثر من 89000 فرد ما بين مدنى وشرطى وعسكري يمثلون قوات دائمة ، لهم هدف محدد هو الحفاظ على السلام الدائم .
شكل الاحتفال
ويأخذ الاحتفال باليوم العالمى لحفظة السلام
شكلا يتمثل فى الوفاء والشكر لأرواح من فقدوا حفاظا على السلام بعمل حفل افتراضي
وتقديم ميدالية داغ همرشولد(هو اقتصادي سويدي والأمين العام للأمم المتحدة بين 1953 و1961)و الذى اتخذ أيقونة لدوره فى حفظ السلام تحت راية الأمم المتحدة، وتقدم الميدالية لمن فاضت أرواحهم دفاعا عن السلام وحفظه من عام 2020 ويناير 2021 وخلال العقود السبعة الماضية.
ومنح ميدالية الكابتن مباي ديان لكل من أظهر شجاعة استثنائية من خلال عمله فى حفظ السلام ، وكذلك الثناء والشكر لكل الشجعان المخلصين الذين ساعدوا على حفظ السلام بالإضافة لوضع اكاليل الزهور لأرواحهم المخلصة برئاسة الامين العام للأمم المتحدة .
من حسن الطالع
ومن حسن الطالع أن عام 2030 سوف يحمل لنا الحل الأمثل.للسلام ، إذ يصل عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا إلى ما يقرب من 1.3 مليارات، مما يعنى أنه قد توفرت أسباب بناء مجتمعات عادلة ومسالمة فهذه الفئة قادرة على أحداث التغيير المنوط وجوده ، وخصوصا أن تلك الفئة العمرية سوف يتوفر منها 87 في المائة من الشباب في البلدان النامية ، ويعيش 30 في المائة في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات وهذا بالطبع سوف يؤثر على السلام واستقراره ، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الشباب بنسبة 7 في المائة إلى ما يقرب من 1.3 مليار، وهذا يعنى أنها قوة داعمة للتنمية وإقرار السلام بكل صوره.
مصر الداعمة
وتعد مصر من الدول المعينة بقوة على إقرار السلام والمشاركة فى قوات حفظة السلام، إذ تحتل المركز السابع فى المساهمات بالأفراد سواء من الشرطة أو الجيش ، إذ يخدم نحو (3800) من أفراد الجيش والشرطة المصريين في عمليات الأمم المتحدة للسلام في مالي، والسودان، وجنوب السودان، والصحراء الغربيةوجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
تكريم للمصريين
وقد تم تكريم المصريين الراحلين (عبد الرحمن عبد الله حسن ) ضابط صف شرطى
والذي خدم مع بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور فى (يوناميد)
وايضا الراحل ضابط صف عسكري( سمير الكناني) و الذي خدم مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي فى (مينوسما).
السلام والأديان
وقد حثت الأديان على السلام وخصوصا الإسلام لقد قال رسول الله عليه افضل الصلاة وأتم السلام : لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم.
ويحكى أن السيد المسيح عيسى عليه السلام مر بقوم فقالوا له شرا فقال لهم خيرا، فقيل له أنهم يقولون شرا وتقول لهم خيرا فقال كل واحد ينفق مما عنده .
والسلام مثل الحرب تماما له خطط وطرق واهداف و جيوش وحفظة، والله هو السلام ويدعو للسلام وليعيش السلام فى أرض السلام .