وقفه مع السوق فى الشريعة الإسلامية “الجزء السابع “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء السابع مع السوق فى الشريعة الإسلامية، وأيضا اذكروا الله تعالى عند دخول السوق فقال صلى الله عليه وسلم “من دخل السوق، فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتا في الجنة رواه أحمد والترمذي، وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما، وإن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلوهم.
والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فهنيئا لمن كانت آخرته في سوق الجنة، وتبا لمن كان سوق الدنيا سبب تعاسته وشقائه وحرمانه، وخذلانه في نفسه، وارتكابه للمنكرات، وتبا للذين يغشون الأسواق لارتكاب المحرمات، ينتهكون بأبصارهم التي أمر الله بغضها العورات، ويجب علينا أيضا أن نرقق قلوبنا بشيء من ذكر حال المسلمين المنكوبين، هذه الأخبار التي يجب أن لا تبعث على اليأس، لكن نرقق قلوبنا بذكر هذه المآسي، ونشاركهم في شعورهم ومشاعرهم، نشارك بما نستطيع، ولعل في هذا نوع من التذكير للغافلين والعصاة إذا رأوا حال المسلمين المنكوبين، وما هم عليه لعلهم يستحيون من ارتكاب المنكرات.
عندما يسمعون بأخبار إخوانهم، نرقق قلوبنا بذكر مآسي إخواننا، ونشاركهم في شعورهم ومشاعرهم، نشارك بما نستطيع، ولعل في هذا نوع من التذكير للغافلين والعصاة إذا رأوا حال المسلمين المنكوبين، وما هم عليه لعلهم يستحيون من ارتكاب المنكرات عندما يسمعون بأخبار إخوانهم، وكما يجب علينا عدم رفع الصوت بالخصام واللجاج فقد ورد في صفته صلى الله عليه وسلم “أنه ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر” رواه البخاري، ويجب علينا أيضا المحافظة على نظافة السوق فلا يجوز تلويثها بالأقذار والأوساخ، مما قد يكون سببا في تعطيل حركة السير، ومصدرا للروائح الكريهة المؤذية.
وأيضا المحافظة على الوفاء بالعقود والعهود والالتزامات بين الطرفين لقوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود” وكذلك توثيق البيع أو الشراء بالشهادة أو الكتابة لقوله تعالى “وأشهدوا إذا تبايعتم ” وأيضا السماحة واليسر في البيع والشراء لقوله صلى الله عليه وسلم “رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى سمحا إذا اقتضى “رواه البخاري، وأيضا يجب علينا الصدق والبيان وعدم كتمان العيب، لقوله صلى الله عليه وسلم “المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعا فيه عيب إلا بينه له “رواه أحمد، وأيضا عدم الإكثار من الحلف في البيع والشراء لقوله صلى الله عليه وسلم “إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفق ثم يمحق ” رواه مسلم.
ويجب علينا أيضا اجتناب الغش والخداع والغبن والتدليس والمغالاة في الربح فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم مرّ على صبرة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال “ما هذا يا صاحب الطعام ؟ قال أصابته السماء يا رسول الله، قال “أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس ؟ من غشنا فليس منا “رواه مسلم، وكما يجب علينا اجتناب بخس الكيل أو الوزن وتطفيفهما لقوله تعالى “ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون” وكما يجب علينا اجتناب الربا والاحتكار وكلّ ما يؤذي الناس، فقد قال صلى الله عليه وسلم “لعن الله آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه” رواه أحمد، وقال “لا يحتكر إلا خاطئ ” رواه مسلم.