كتب /عماد الملاح
التواضع ثمة العظماء حكمة لا يعقلها الا الأقوياء منا وهى تعد من أجمل الصفات الشخصية وسلوكيات التي يجب أن يتحلى بها أي شخص وذلك لأن الشخص المتواضع يمتلك القدرة تحسين الذات وتطويرها وتعامل بسلوكيات الصفات السامية المقبولة التي تجعله محبوباً ومميزا بين البشرية لذلك عليك أن تكون شخصا متواضعا مهما أعطاك الله من خيراته وعلمة ومناصب أو شهرة ونفوذ فالله كما يعطي ويرزق فإنه يأخذ أيضا فلابد أن تكون راضيا فكلا الحالات.
ولكي تحافظ علي نعمة التواضع كقوة والتي أعطاها لك الله عز وجل عليك أن تكثر من شكره وتحمده في كل دقيقة تمر عليك فى حياتك فهناك الكثير من الناس ممن يفتقدون الكثير من النعم التي عند المتواضعين الشاكرين بنعم الله فيجب على المتواضع أن يكون رحيما بمن لا يملك اى نعمة من المال أو الرزق الحلال أو المنصب وشهرة وكل ما يتعلق بنعم خيرات الله والتى إذا فسد استغلالها صارت نقمة عليك .
الحياة حكمة تعلم وتألم فكل دقيقة تعيشها انت محاسب عليها امام الله فاهم العبادات والمعاملات هى التواضع فربما تكون جبر الخواطر وحوائج الناس أو تعاملك مع نفسك وغيرك بطيب وحسن الخلق ومع البيئة المحيطة بالمحافظة على نعم الله كل هذا تواضع دون فرض الايذاء وضرر وكبر على الغير حتى لا تصاب بكبر والحقد والهلاك نفسي وتدمر اهم نسيج وهو الترابط الاجتماعي للمجتمع ووطن .
أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بأن نشعر بالفقراء وأن نعطيهم مما أعطانا ونساعدهم حتي يستطيعون أن يعيشوا بكرامة وعزة نفس إلى جانب ذلك فإنك عندما تعطف عليهم وتقدم لهم المساعدة لن يقلل من أموالك بل بالعكس فالصدقه تزيد في الأموال والأجر في الأخرة
و يلتزم على من تحلى بصفة التواضع عدم التكبر أو الغرور فلا داعي للغرور والتكبر فالإنسان فانى والدنيا فانية والله سبحانه وتعالى عز وجل لا يحب المتكبرين ومغرورين وقد خلقنا في طبقات مختلفة فهناك طبقة الأغنياء وطبقة متوسطة وطبقة الفقراء والحكمة من ذلك هو مساعدة كل طبقة للأخرى لكي يكمل كل منهما الأخر لا ليجعلون هناك مسافة وحدود بين بعضهم البعض.
وبلا شك التواضع قوة ومثابرة مع النفس وجهاد يجعلك تعمر فى الخير على الأرض ومع البشر ويذيدك من القوة النفسية والاجتماعية والثقافية وترتفع مستوى ايمانك للذهد والتقوى لأن التواضع هو أسلوب حياة وعمل و عبادة مع الله ونفس فيلزم على المتواضع أن يخلو ويجاهد نفسة على نزع غرائز الدنيا وجسد المدمرة من الحقد والضغينة لأي شخص أخر لذلك دعانا سبحانه وتعالى فى جميع الأديان السماوية إلى التواضع فالإنسان مهما إمتلك من أشياء ثمينة ففي النهاية مثواه هو التراب الذي خلق منه لذلك لا داعي للتكبر ولنعلم جيدا أن أي فعل نقوم به وأي خطوة نخطوها سوف نحاسب عليها .
أن أهمية التواضع في حياة الإنسان والبشرية لها أهمية كبيرة وذلك لأنه يجعل حياتنا مليئة بالأشخاص الذين يحبون تواجدنا أن وجدنا بجانبهم دائما وحيث الشعور بالسعادة البالغة عندما نشعر بترحيبهم اذا جلسنا وتصاحبنا بتواضعنا فليس شرط أن تواضع فرض على صاحب ومالك النعمة بل أيضا على معدوم النعمة والذى لا يملك المال ونعم علية بأن يكون متواضع بتعفف وليس الكبر والعجب والتمرد الزائد.
قوة التواضع ليس فقط مجرد كلمات يرددها الإنسان لكي يقنع بها من حوله بل أنه يجب أن تكون من خلال الأفعال والتعامل وسلوكيات وتصرفات اى نقصد هنا التعامل فإن الدين معاملة والعمل نوايا وعبادة مع الناس لذلك علينا أن نحافظ على ثقافة التعامل بتواضع فالبشر في الحياة مقسمين إلي العديد من الطبقات والفئات فهناك المتعلم والغير متعلم وهناك الغني والفقير لذلك يجب التعامل مع كل شخص على حسب شخصيته وليس بحسب ما يملك وان التواضع في الإسلام لقد أوصانا الدين الإسلامى بالتمسك بالتواضع وجعله منهج نسير عليه في حياتنا وأن نجعله قاعده يجب إتباعها والدليل علي ذلك ما ذكره في الحديث الشريف (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر) لذلك يجب أن نقف بجانب بعضنا البعض ونمد يد العون لكل محتاج فدين الإسلام يحثنا على الصدقة والعطف للفقراء والمحتاجين. ويجب أن نربي أبنائنا علي التمسك بالتواضع وأن يكونوا محبين للخير وألا يتعمدون التباهي بأشياء لا يمتلكها غيرهم لأن التكبر هو بداية الطريق إلي الوحدة والإنعزال والكره وكما دعت الية باقى الكتب والأديان السماوية من الإنجيل وعظمة المسيح والسيدة مريم فى صفة التواضع وايضا فى الطوراة ونبينا موسي علية افضل الصلاة والسلام لنختتم بخاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القدوة فى التواضع ورمز ومعلم البشرية اللهم اجعلنا من المتواضعين الشاكرين بنعمك والمتعففين برضاك يا ارحم الراحمين يا الله.
error: Content is protected !!
