التشبيهات الساخرة وتأثيرها على الرأي العام

التشبيهات الساخرة وتأثيرها على الرأي العام

كتبت/ ساندي حسنين

في ظل الثقافة الرقمية الحديثة وإنتشار وسائل التواصل الإجتماعي يشهد العالم ظواهر غريبة ومثيرة للجدل ومن بين هذه الظواهر تبرز موجة من التشبيهات الغريبة بين الشخصيات التاريخية والشخصيات العامة حيث تم تداول صور المغني أبهيجيت بهاتاشاريا الهندي والرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك بشكل يثير الإستغراب والإستياء

حيث يأتي تشبيه المغني الهندي أبهيجيت بهاتاشاريا بالرئيس الراحل محمد حسني مبارك في إطار من التهكم والسخرية ويعكس نوعاً من الإستهتار بالشخصيات العامة وتاريخهما فبالرغم من الإختلاف الكبير بينهما إلا أن هذا التشبيه يظهر إستخداماً غير مسؤول لوسائل التواصل الإجتماعي وإنحرافاً عن السلوكيات الإجتماعية المقبولة

من الواضح أن هذا التشبيه يشوه ذكرى الرئيس الراحل محمد حسني مبارك الذي كان له دور كبير في تاريخ مصر ويستحق الإحترام والتقدير حيث أن إستخدام صورته في هذا السياق يظهر عدم إحترام لذاكرته وتاريخه الشخصي والمهني الذي لا يقارن مع أبهيجيت بهاتاشاريا المشهور بالغناء والملاهي الليلية والرقص حيث أن أبهيجيت بهاتاشاريا مغني هندي معروف في الهند ولد في عام ١٩٥٨ في مومباي بدأ مسيرته المهنية في الغناء والتمثيل في سبعينيات القرن الماضي وسرعان ما تربع على عرش الشهرة في صناعة الأغاني الهندية حيث تميز بصوت قوي ومميز وأداء فني يتميز بالعاطفة والتعبير العميق

غنى أبهيجيت بهاتاشاريا أكثر من ٦٠٠٠ أغنية في أكثر من ١٠٠٠ فيلم ونجح في تحقيق نجاح كبير في مجال السينما والموسيقى بجانب غنائه قدم أدواراً متنوعة في الأفلام من الدراما إلى الرومانسية وأبهر الجماهير بتنوع أدواره وتألقه على الشاشة حيث تم ترشيحه لقائمة فوربس لأفضل ١٠٠ شخصية هندية مشهورة في عام ٢٠١٤ مما يبرز شعبيته وتأثيره الكبير في الوسط الهندي

حيث تثير هذه التشبيهات الغريبة والمثيرة للجدل الإنتباه بشكل غير مسبوق مما يشغل الرأي العام عن القضايا الجادة التي تواجه المجتمعات فبدلاً من التركيز على القضايا الهامة يتحول الإنتباه إلى النكت والتسلية السطحية على حساب الجدية والمسؤولية

حيث تعتبر هذه التشبيهات إستخفافاً بالشخصيات العامة والتاريخية وتقليلاً من قيمتها وأهميتها في المجتمع فكل من الفنان الهندي أبهيجيت بهاتاشاريا والرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك كان له تأثيره ومكانته في مجتمعه وتشبيههما بهذه الطريقة العابثة يقلل من قيمة كل منهما وأهميته

وإني أوصي الجميع بأن يكونوا حذرين في إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي والتعبير عن الآراء بشكل مسؤول ومحترم وأن يحترموا الشخصيات التاريخية ويقدروا تاريخها وإرثها إن التشبيهات الغريبة والمثيرة للجدل لا تضيف سوى الإستفزاز والإستهزاء والضجة السلبية إلى المجتمع.