مقالات

الدكروري يكتب عن لنريه من آياتناشبكه اخبار مصر

الدكروري يكتب عن لنريه من آياتناشبكه اخبار مصر

الدكروري يكتب عن لنريه من آياتناشبكه اخبار مصر 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كانت من أكبر المعجزات التي حدثت للنبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم هي معجزة الإسراء والمعراج، حيث يقول الله تعالى كما جاء فى سورة الإسراء ” سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير” ولقد تكالبت الأحزان على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
وزادت عليه همومه وتضاعفت بوفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وعمه أبي طالب في عام واحد، فالسيدة خديجة رضى الله عنها كانت خير ناصر ومعين له بعد الله سبحانه وتعالى، وعمه كان يحوطه ويحميه، ويحبه أشد الحب، وضاعف من حزنه صلى الله عليه وسلم أنه مات كافرا، وتستغل قريش غياب أبي طالب فتزيد من إيذائها للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وتضيق عليه.
وكان أبو لهب من أكثر الناس كراهية للدعوة وصاحبها صلى الله عليه وسلم، حتى إنه كان يلاحق النبي صلى الله عليه وسلم في موسم الحج ، وفي الأسواق يرميه بالحجارة ويقول” إنه صابئ كذاب ” ويحذر الناس من اتباعه، فضاقت مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به الحال، حتى فكر في أن يتخذ أسلوبا آخر في دعوته بتغيير المكان، لعله أن يجد قبولا، فاختار الخروج للطائف، التي كانت تمثل مركزا مهما لسادات قريش وأهلها، ومكانا استراتيجيا لهم، حيث كانوا يملكون فيها الأراضي والدور، وكانت راحة لهم في الصيف، فعزم على الخروج إليها راجيا ومؤملا أن تكون أحسن حالاً من مكة، وأن يجد من أهلها نصرة، فخرج على أقدامه حتى لا تظن قريش أنه ينوي الخروج من مكة. 
وكان في صحبته غلامه زيد بن حارثه وهو ابن الرسول صلى الله عليه وسلم بالتبني، وكان بمثابة الحامي والحارس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد أن أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع السبل، وأخذ الحيطة والحذر، أقبل على الطائف وكله أمل أن تكون أرض خير وإسلام، لكن كانت المفاجأة، فإنها الذكرى التى سبقَت حادثة الإسراء والمعراج، فهذه الذكرى هي رحلة سيد البشرية، هى رحلة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، تلك الرحلة التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أدرك وعلم أنه لا مقام له بمكة بعد موت عمه أبي طالب، وزوجته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وكثرة إيذاء المشركين له، فلقد أسرفوا في إيذائه إسرافا بعيدا عن الكرامة والإنسانية. 
فقد كان النبى الكريم صلى الله عليه وسلم يمر في السوق، فينثرون على رأسه التراب، فيذهب الصابر المحتسب إلى بيته فتغسله ابنته السيدة فاطمة الزهراء، وكان عمرها آنذاك ثلاث عشرة سنة، فتسأله السيدة فاطمة رضى الله عنها وهي تبكي ما هذا الذي أرى يا أبتاه؟ وتمرح الابتسامة النبوية الشريفة على شفتيه صلى الله عليه وسلم وهو يقول لها “لا تبكي يا بنية، إن الله مانع أباك” حقا فإنه هو نداء الحق الذي لا يتزعزع، هذا هو الثبات على المبدأ والعقيدة، وتظل السيدة فاطمة رضى الله عنها تبكي، وتقول له وهل يبقى هذا يتبعك يا أبتاه؟ فيرد عليها النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “سأغادر مكة يا فاطمة” إلى أين يا أبتاه؟ فيقول صلى الله عليه وسلم”إلى مكان يُسمع فيه صوت الحق، ويعينني على أعدائي” حتى إنه صلى الله عليه وسلم صوَّر هذه الحقيقة بقوله “ما نالت منى قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock