بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من حق الجنين على أمه هو أن تفطر في شهر رمضان حتى لا يهلك فيأمر هذا الدين العظيم الأم الحامل أن تفطر في رمضان، وأن تترك ثاني أكبر عبادة من أجل الابن، كي يأتيه الغذاء وافرا، يأمر الأم المرضع أن تفطر من أجل ابنها، فيقول النبي عليه الصلاة والسلام “لا تجني أم على ولدها” وكما أن للطفل الحق في التمتع بنسبه الصحيح، وليس لأحد حرمانه من ذلك لمجرد شبهة عرضت اليه، فقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان امرأتي ولدت غلاما أسودا، واني أنكرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” هل لك من إبل؟” قال نعم قال” فما ألوانها؟” قال حمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” هل فيهن من أورق؟” أي مائل الى السمرة قال الرجل ان فيها لورقا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم” فأنى ترى ذلك جاءه؟” قال الرجل يا رسول الله عرق نزعها، فقال النبي” ولعل هذا عرق نزعه” كما حرم الإسلام على المرأة أيضا أن تأتي بولد من غير زوجها فتنسبه إلى زوجها وتدخله في نسبه كذبا وزورا، ففي آية بيعة النساء يقول الله سبحانه “ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن” يعني من الشروط الموضوعة على النساء الراغبات في الإسلام أن لا تأتي المرأة بولد من غير زوجها فتلحقه بنسب زوجها بهتانا وافتراء على نسبه، فذلك ذنب أكبر من الزنا لما فيه من شهادة الزور التي هي من أكبر الكبائر، فيجب علينا أن نعتنى بأبنائنا وبناتنا، ولنبذل الجهد قدر الاستطاعة، وربك حكيم عليم يهدي من يشاء، ويضل مَن يشاء، لكن على العبد بذل السبب، عليه القيام بالواجب.
عليه أن يطهر بيته مما يخالف شرع الله، وكيف يطمع في صلاح الأبناء والبنات من ترك البيت لا خير فيه، أو أدخل فيه المعاصي والفجور والمجون وشرب المسكرات والعياذ بالله، وترويج المخدرات، والجلوس مع من لا خير فيهم، ومن هم أهل الشقاء والبلاء؟ فاحذر أيها الأب تلك الأمور السيئة، فطهر بيتك ومجتمعك، وطهر مجالسك من السوء، لينشأ الأولاد والبنات على هذه العفة والصيانة والكرامة، ويا أيتها الأم المسلمة، ربي البنات التربية الصالحة، ربيهن على الأخلاق، ربي بناتك تربية صالحة، أعديهن للمستقبل الطيب، وربيهن على الأخلاق والمكارم، وأبعديهن عن السوء والسفور وما لا خير فيه، وحذروا الأولاد والبنات من بعض القنوات الفاجرة الظالمة التي تنشر السوء والفساد.
وتحارب الأخلاق والفضيلة، وتبعد الأمة عن دينها وعن أخلاق إسلامها، فلنتق الله في أنفسنا، ولنتق الله في أولادنا، ولنتعاون جميعا على البر والتقوى، وفي الحديث الصحيح الذى رواه الإمام أحمد والنسائي والترمذى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذات يوم، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصانِ أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال “صدق الله ورسوله إنما أموالكم وأولادكم فتنة، رأيت هذين يمشيان ويعثران في قميصيهما، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما” ثم أخذ فى خطبته صلى الله عليه وسلم، فمحبة الذرية كغيرها من المشتهيات، تارة تكون ممدوحة، وتارة تكون مذمومة.
والأشياء بمآلها وآثارها، فالممدوحة ما تؤول إلى خير، وتفضي إلى نفع، والمذمومة ما تؤول إلى شر، وتفضي إلى ضرر، فمحبة الذرية، والرحمة بهم، والشفقة عليهم مطلوبة، لكن ليس على حساب الدين، وإن محبتهم لا تقتضي إهمال تربيتهم، وإغفال شؤونهم، والسنة مليئة بما يحث على حب الذرية ورحمتهم، كما أنها مليئة بما يجب به إحسان تربيتهم، وتقويم خُلقهم.
زر الذهاب إلى الأعلى