مقالات

الدكروري يكتب عن إحدى المعارك الإسلامية الداخلية

الدكروري يكتب عن إحدى المعارك الإسلامية الداخلية

الدكروري يكتب عن إحدى المعارك الإسلامية الداخلية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كانت الحروب متواجدة منذ بداية الخليقة، فقد اقتتل أولاد آدم عليه السلام، فقتل قابيل هابيل، ثم بعد ذلك قامت الحروب بين شيث وبين قابيل، حتي قتل شيث أخاه قابيل، وإن من المعارك التاريخية هي معركة النهروان هى إحدى المعارك الإسلامية الداخلية المبكرة، الى وقعت سنة ثمانى
inbound5384890043506052663
وثلاثين من الهجرة النبوية، بين الإمام علي بن أبي طالب وبين المحكمة وهم الخوارج فيما بعد، والنهروان موقع بين بغداد وحلوان بالعراق، وكانت المعركة واحدة من نتائج معركة صفين بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، والتي انتهت بالإتفاق على التحكيم بعد رفع المصاحف على أسنة الرماح إشارة إلى ضرورة التحاكم إلى كتاب الله تعالى، وحينها رفضت جماعة التحكيم وكان عددهم يبلغ إثنا عشر ألفا.
بقيادة عبد الله بن وهب الراسبي ورفعوا شعارهم الشهير لا حكم إلا حكم الله، وانتهت المعركة بانتصار جيش الإمام علي بن أبي طالب عليهم، ولم ينجو من المحكمة إلا أربعين شخصا فقط، والمحكمة هم أصل الخوارج ومبدأ ملتهم، وعندما قامت الفتنة بين المسلمين، عقب مقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان كان أكبر تداعي لها هو الصدام الفظيع الذي وقع بموقعة صفين سنة سبعة وثلاثين من الهجرة النبوية، بين الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، ووالي الشام معاوية بن أبي سفيان فانفضت المعركة بلا منتصر وأتفق الجيشان على إرسال حكمين كل منهم يمثل الطرف الآخر فكان حكم جيش الإمام علي بن أبي طالب هو أبو موسى الأشعري وحكم جيش معاوية بن أبي سفيان، هو عمرو بن العاص. 
وكتب بذلك كتابا قرأ على الناس كان بمثابة الشرارة التي أوقدت نار فرقة الخوارج، وعندما خرج الأشعث بن قيس بالكتاب يقرأ على الناس حتى مر على طائفة من بني تميم فيهم عروة بن أدية فقال للأشعث، تحكمون في أمر الله الرجال لا حكم إلا لله، ثم شد بسيفه فضرب بها عجز دابة الأشعث فغضب الناس لذلك، ولكن سادة بني تميم اعتذروا، وانتهت المشكلة، وكان سبب المعركه هو بدأ الخوارج بسفك الدماء المحرمة في الإسلام وقد تعددت الروايات في ارتكابهم المحظورات فعن رجل من عبد القيس قال، كنت مع الخوارج فرأيت منهم شيئا كرهته ففارقتهم على أن لا أكثر عليهم فبينما أنا مع طائفة منهم إذ رأوا رجلا خرج كأنه فزع وبينهم وبينه نهر فقطعوا إليه النهر فقالوا، كأنا رعناك؟ قال، أجل قالوا، ومن أنت؟ 
قال أنا عبد الله بن خباب بن الأرت قالوا، عندك حديث تحدثناه عن أبيك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال سمعته يقول، إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول “إن فتنة جائية القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي فإذا لقيتهم فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول فلا تكن عبد الله القاتل” فأخذوه وسرية له معه فمر بعضهم على تمرة ساقطة من نخلة، فأخذها فألقاها في فيه فقال بعضهم، تمرة معاهد فبم استحللتها، فألقاها من فيه ثم مروا على خنزير فنفحه بعضهم بسيفه فقال بعضهم، خنزير معاهد فبم استحللته فقال عبد الله، ألا أدلكم على ما هو أعظم عليكم حرمة من هذا قالوا، نعم قال، أنا، فقدموه فضربوا عنقه فرأيت دمه يسيل على الماء كأنه شراك نعل اندفر بالماء حتى توارى عنه. 
ثم دعوا بسرية له حبلى فبقروا عما في بطنها، فأثار هذا العمل الرعب بين الناس وأظهر مدى إرهابهم ببقر بطن هذه المرأة وذبحهم عبد الله كما تذبح الشاة ولم يكتفوا بهذا بل صاروا يهددون الناس قتلا حتى إن بعضهم استنكر عليهم هذا العمل قائلين، ويلكم ما على هذا فارقنا على بن أبى طالب، وبالرغم من فظاعة ما ارتكبه الخوارج من منكرات بشعة لم يبادر الإمام علي بن أبي طالب إلى قتالهم بل أرسل إليهم أن يسلموا القتلة لإقامة الحد عليهم، فأجابوه بعناد واستكبار، وكيف نقيدك وكلنا قتله قال، أوكلكم قتله قالوا، نعم، فسار إليهم بجيشه الذي قد أعده لقتال أهل الشام في شهر محرم من عام ثمانى وثلاثين من الهجرة، وعسكر على الضفة الغربية لنهر النهروان والخوارج على الضفة الشرقية بحذاء مدينة النهروان. 
ولما قفل جيش علي بن أبي طالب راجعا إلى الكوفة في الطريق قد تبلورت جماعة الخوارج وانضم إليهم من كان على رأسهم، وتضارب الناس في طريق العودة بالسياط والشتائم فلما وصلوا إلى الكوفة انحاز الخوارج إلى قرية يقال لها حروراء قريبة من الكوفة وكانوا اثني عشر ألفا، ونصّبوا عليهم أميرا للقتال وآخر للصلاة فأقبل عليهم علي بن أبى طالب، وابن عباس رضى الله عنهما، وغيرهما ليقنعوهم بالعودة إلى الكوفة فأبوا في أول الأمر، ثم دخلوا جميعا إلى الكوفة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock