الدكروري يكتب عن وإني لغفار لمن تاب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، فعلينا بالتوبة الصادقة والرجوع إلي رمضان، وإن لم يعتقك الله في رمضان فمتى؟ فإن الشياطين صفدت، والرحمات تنزل، والجنة فتحت أبوابها، وزينت فإن لم تقبل في رمضان فمتى؟ فهل أنت مقبل على الله؟ يبسط يده كل ليلة ليتوب مسيء النهار، وكل نهار ليتوب مسيء الليل، فقال الله تعالى ” نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم”
أي أخبرهم أني أنا الغفور الرحيم، بل قال في الآية الأخرى إنه غفار، أي كثير المغفرة، فقال تعالي ” وإني لغفار لمن تاب” فهل أنت تنوي أن تتوب في هذا الشهر الكريم، وهل عزمت أن تخرج من شهر رمضان توبة إلى الله جل وعلا؟ ورصيدك الذي لا زلت تحارب الله به سنوات، ودعيت إلى الله فازددت منه، فيقول تعالي ” فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله” فهل أنت عازم على التوبة في هذا الشهر؟ فقال تعالي ” قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله” وإن شهر رمضان هو شهر محبة ووئام، فإن كان بينك وبين إخوانك من المسلمين لك شحناء وبغضاء وغل وحسد فلا يأتي هذا الشهر، إلا وقد رفعته عن قلبك، فإن الله لا يغفر لعبدين متشحانين، ترفع الأعمال إلى الله كل اثنين وخميس.
فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلين بينهما شحناء، إن كان بينك وبين أخيك نزاع وخصام وخلاف وبغضاء وشحناء، فالله الله في هذا الشهر أن تصلح ما بينك وبينه، فيقول الله عز وجل كما جاء في سورة الحشر “والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا” فكيف يقوم الليل من قام وفي قلبه لأخيه شحناء؟ وكيف يتلذذ من يقرأ القرآن وفي قلبه على أخيه شحناء وبغضاء؟ وكيف يهنأ بفطره ويتلذذ بصومه من بات ومن أصبح وأمسى وفي قلبه غل على إخوانه المسلمين؟ فيقول الله تعالي في سورة الحجرات ” إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون” ولقد خلق الله عز وجل الإنسان لعبادته وتوحيده عز وجل.
وإن العبادة لله عز وجل كثيرة فمنها الصلاة والصيام والزكاة والحج والبر والإنفاق وقول المعروف والنهي عن المنكر، زيارة المقابر للعبرة والعظة والدعاء لأهل القبور، أو عيادة المرضى، أو إطعام مسكين، أو كفالة يتيم، أو دعوة إلى الله عز وجل فكل شيء يحبه الله عز وجل فهو عبادة، فإن الحياة دقائق وثواني فاتقي الله عز وجل فيما بقي من عمرك يُغفر لك ما قد مضى، وقال الفضيل بن عياض لرجل “كم عمرك؟ فقال الرجل ستون سنة، قال الفضيل إذن أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله توشك أن تصل، فقال الرجل إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال الفضيل يا أخي، هل عرفت معناها، قال الرجل نعم، عرفت أني لله عبد، وأني إليه راجع، فقال الفضيل يا أخي، من عرف أنه لله عبد وأنه إليه راجع، عرف أنه موقوف بين يديه.
ومن عرف أنه موقوف عرف أنه مسؤول، ومَن عرف أنه مسؤول فليعدّ للسؤال جوابا، فبكى الرجل، فقال يا فضيل، وما الحيلة؟ قال الفضيل يسيرة، قال الرجل وما هي يرحمك الله؟ قال الفضيل أن تتقي الله فيما بقي، يغفر الله لك ما قد مضى وما قد بقي”.
زر الذهاب إلى الأعلى